ما هي صفة الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام وهل صحيح أنه جمع من تراب الأرض بأكملها

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
صفة الطين : هي أن الله تعالى قد خلقه من الأرض ، والتراب ، والماء ، والطين ، والطين الازب ، والحمأ المسنون ، والصلصال كالفخار
 -ولقد كان حلق آدم عليه الصلاة والسلام على عدة مراحل وهي بالترتيب كما يلي :
1- التراب .
2- الماء .
3- الطين .
4- حمأ مسنون (أسود متغير )
5- الصلصال ( الطين اليابس )
6- نفخ الروح .
7- صار مخلوقاً بشراً ، وهو آدم عليه السلام .

- والقرآن الكريم بيّن هذه المراحل :
الخلق من الطين:   
1-قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا ) (2) سورة الأنعام .
2-قوله تعالى : (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) (12) سورة الأعراف
3-قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ) (12) سورة المؤمنون
4-قوله تعالى : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) (7) سورة السجدة . 5-قوله تعالى : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ) (11) سورة الصافات .
6-قوله تعالى : (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ  ) (71) سورة ص .
7-قوله تعالى : (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) (76) سورة ص 
 
-الخلق من الحمأ المسنون والصلصال:  
1-قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) (26) سورة الحجر .
2-قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) (28) سورة الحجر .
3-قوله تعالى : (قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) (33) الحجر  .
4-قوله تعالى : (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ) (14) سورة الرحمن

-  فمن خلال الآيات السابقة يتضح لنا أن الله خلق الانسان من الأرض وهى تحتوى التراب والماء ، وباختلاطهما يتكون الطين فإذا صار الطين ذو لزوجة أصبح طينا لازبا ، وإذا تغيرت رائحته اصبح حمأ مسنونا ، فإذا تبخر منه بعض الماء وتشكل أشكالا صار صلصالا  كالفخار وهذا معروف ومشهود ومحسوس فى دنيا الناس.   خلق آدم من قبضة من الأرض وتنوع بشرته   ولقد بين النبى محمد - صلى الله عليه وسلم -  المادة التى خلق منها الإنسان فقال صلى الله عليهوسلم : ( إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك ، والخبيث والطيب وبين ذلك
- وحتى لا يترك الله عز وجل العقول فى مجال التيه والحيرة فقد بين لهم فى القرآن الكريم  اختلاف ألوان الناس ، ومن أين جاء هذا الاختلاف فى ألوانهم قال الله عز وجل فى سورة الروم : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ) سورة الروم(22) .

- وخلق الله تعالى أبونا آدم عليه السلام من التراب والطين لحكم كثيرة منها :

1- لبيان قدرة الله وعظمته في خلق البشر من التراب .

2- لأن البشر ناسب أن يكون خلقهم من التراب ، ولأن الإنسان سيكون خليفةً في الأرض ومعمراً لها، فناسب أن يكون فيه سهولة وليونة وصعوبة وشدة وطيب وخبث : ناسب أن يكون خلقه من مادة تحوي ذلك كله ، فالنار شيء واحد ، والنور شيء واحد ، لكن التراب يختلف من مكان لآخر وهذا هو حال الإنسان، وهو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ ، جَاءَ مِنْهُمْ الأَحْمَرُ وَالأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَبَيْنَ ذَلِكَ) رواه الترمذي (2955) وأبو داود (4693) وصححه الترمذي والألباني في "صحيح الترمذي" .

3- ولتكريم آدم عليه الصلاة والسلام أراد الله تعالى أن يميزه عن باقي المخلوقات بأن يخلقه بيده الكريمة مباشرة ، وهذا لا يكون إذا كان خلقه من العدم ، فالملائكة والجن مخلوقون من العدم ، ولا يقال فيهم إنه خلقهم بيده .
- قال الله تعالى : (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) ص/75 .
-  وعندما يأتي الناس إلى أبيهم آدم عليه السلام للشفاعة للفصل بين الناس يقولون : (يَا آدَمُ ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ ، وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ ، أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا ...) رواه البخاري (3162) ومسلم (194) .