قال الله تعالى: " فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ، يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ" ( سورة الطارق، الآيات: 6 - 8 )
الصُّلب: عظام وفقرات الظهر.
والترائب: عظام الصدر ما بين الترقوة إلى بداية الثدي.
وكان هناك معتقدٌ خاطئ أن الصُّلب للرجل والترائب للمرأة! والصواب: أن المقصود في الآية: الصلب والترائب لنفس الشخص، أيْ صلب الرجل وترائبه وصلب المرأة وترائبها.
أما الشبهة التي أوردها بعض الناس على الآية الكريمة فهي:
كيف تقول الآية أن الماء الذي يخلق منه الإنسان يخرج من بين الصلب والترائب ( أي عظام الظهر والترقوة ) مع أنه معلوم خروجه من الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة وهذه ليس موقعها الظهر أو الترقوة!!
وللإجابة على هذه الشبهة طريقَيْن: الاجابة من حيث اللغة والعقل، والإجابة من حيث ما أثبته العلم الحديث .
الرد اللغوي والعقلي على الشبهة:
الآية الكريمة حين أخبرت أن خروج الماء من الصلب والترائب لم تنفِ أي مصدرٍ آخر للماء الدافق غيره!
فبالمنطق: لا يلزم من وصف الماء الدافق بأنّه يخرج من بين الصلب والترائب أنه يخرج من الأعضاء التناسلية ! تماماً كما أنه لا يلزم من وصف الكلام بأنّه يخرج من الدماغ أن ننفي كونه من مخرجات اللسان والفم !
أي لا يقول القرآن الكريم أن هذا الماء يخرج ويتدفق للخارج مباشرة من بين عظام الظهر والترقوة! بل ينبه أنه ينشأ أول مراحل تخلُّقه ونشوئه من هناك، ثم يخرج في النهاية كما يعلم الناس من الأعضاء التناسلية.
فالقرآن الكريم بهذا الوصف يُعطينا معلومة هي زيادة علم ببيان مكان تخلّقِ أصل هذا الماء في الجسم، وهذا لا ينفي العلم الثابت عند الناس بمكان خروج هذا الماء للخارج.
الرد بحسب ما أثبته العلم الحديث:
يخبرنا العلم الحديث أن الأصل الجنيني للأعضاء التناسلية للرجل والمرأة هو منطقة ما بين الصلب والترائب،
ولا ينفي دور العظام في خروج الماء الدافق،
فالمقصود أنّه ليست الأعضاء التناسلية المعروفة للذكر والأنثى وحدها المسؤولة عن تكوين الحيوانات المنوية والبويضات حصراً! بل هناك أعضاء أخرى تساهم في تكوينها منها عظام الظهر والترقوة، أي الصُّلب والترائب.
كما أنّ التغذية الدموية للأعضاء التناسلية تأتي من الأوعية الدموية، من شريان "الأورطي" من أعلى تجويف البطن،
وأيضاً أثبت العلم الحديث أن بداية تكون الأعضاء التناسلية في الجنين يكون في تجويف البطن ثم تبدأ بالنزول تدريجياً إلى أماكنها المعروفة بالجسم، أيْ أن الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة كانت في أصلها قد خُلقت ونشأت في منطقة الصلب والترائب حين كان الإنسان جنيناً.