ما هي خصائص الأدب الساخر في العصر المملوكي

1 إجابات
profile/أسماء-وليد-أحمد-شاهين
أسماء وليد أحمد شاهين
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
٢٦ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
من خصائص الادب الساخر في العصر المملوكي وصوره ما يأتي: (الشعر تخصيصاً) 


- انتقال الشاعر من الدراما المحزنةِ إلَى المواقفِ المضحكةِ لينالَ مطلبَهُ، في مشهدٍ مسرحيٍّ, عندما تحرضه أخت زوجتهِ الميسورة، فيقولُ على لسان الأخت: 

 
قومِي اطلبِي حقَّكِ منهُ بِلا              تَخلُّفٌ مِـنْكِ ولا فَـتْـرَةْ 

وإنْ تأبَّى فخُـذي ذقْـنَهُ                  ثُمَّ انتفِـيها شعْـرةً شعْـرةْ 

فهَـوَّنَتْ قدري فِي نفسِها                فجاءتِ الزَّوجَةُ مُحْـتَـرَّةْ 

فاستقبلتْـنِي فهـدَّدْتُهـا                   مِـنْ أوَّلِ الليلِ إلَى بكْـرَةْ 

 

-وكانت تُمثِّلُ القصيدةُ نفساً شعرياً معيناً، فلجأ الشاعر للمبالغة المحببة كشعراء عصرهِ على طريقة الكاريكاتيْر في العصر الحديث، فبالغ الشاعر في الأمرِ والاسلوب الشعري إلَى حدِّ السخريةِ. 

 

- استخدمَ المعجمَ اللغويَّ الذي يَجمعُ بين العاميَّ والفصيْحَ لأنَّ المقام والحدثَ يقتضي هذا المقالَ, فهو عندما يستخدمُ تعبيْرات فصيحاً يَختارهُا من أدنَى التعبيْراتِ إلَى العاميَّةِ، لأنَّ المرسِلَ(الشاعر) يتوجَّهُ إلَى متلقٍ (مُرسَل إليهِ) أقربُ للجاهل, ولتصلَ إليهِ الافكار اعتمدَ على قواعدِ الرسالةِ. 

 

- كان التقاطعُ بيْنَ شعراءِ هذا العصرِ في الادب الساخر واضحاً، ليسَ في أسلوبِ القولِ وطريقتهِ في المعجمِ اللغويِّ فقط ولكن كان في الموضوعات ايضاً، فكان المحورُ الأساسيُّ في حياتِهمُ الجهلُ المطبقُ والفقْرُ المدقعُ للجمهورِ، فمن الامثلة عندما كان أبو الحسيْن الجزَّار يتحدَّثُ عن نصفيةٍ (ستْرة) وبسبب فقرهِ كان يغسلُها بالنشاء الذي يقوِّي نسيْجَ الثوبِ، مستخدماً التعابيْر والألفاظ العامية فيقولُ: 

 

لِي (نصفيّةٌ) تُـعَـدُّ مـنَ الـعُـْمـ           ـر سنيناً، غسلتُها ألفَ غسلةْ 

لا تسلنِي عنْ مُـشْتَـراها فـفـيهـا                  منذُ فصَّلتُها نشـاءً بِجُـملةْ 

كـلّ يَـومٍ تُـكَـابِـدُ الـعـَصْـر              والـدقَّ مراراً ولا تُقِرُّ بِـعـمْلةْ 

 

- و مما قاله الورَّاق وكان يشكو الجوخة لباس الفقراءِ, حيث عبَّرَ بأسلوبٍ ساخرٍ على لسانِها عن حال النفاقَ في ذلك العصر ما يلي: 

 

هـذَا وجُـوخَتِي الزرقاءُ تَحسبُهـا                 مِنْ نسـجِ داودَ في سَرْدٍ وإتقانِ 

قلَّبْـتُـها فغَـدتْ إذْ ذاكَ قائِـلَةً             سُبْحـانَ قلبِي بَـلاَ قلبِي وأبلانِي 

إنَّ النِّفـاقَ لَشـيءٌ لسْتُ أعـرفُهُ                   فكيفَ يُطـلَبُ منِّيَ الآنَ وَجْـهانِ 

 

 

- استخدام اسلوب تضخيْمَ العيوبِ والاسهاب في وصفِ الحشراتِ، مثل ما قيل: 

 

من بعضِ ما فيها البعوضُ عدمته                كم أعدمَ الأجفان طيبَ سباتِها 

وتبيْتُ تسندُها بَـراغيْـثُ متَى           غنَّتْ لَها رقصتْ على نغماتِها 

وبِها ذبابٌ كالضبابِ يسدُّ              عيْــنَ الشَّمسِ ما طربِي سوى غنَّاتِها 

وبِها منَ الْجرذانِ ما قَدْ قصَّرَتْ                  عنهُ العِـتاقُ الجرْدُ في حملاتِـها 

دارٌ تبيْتُ الْجِـنُّ تَحرسُ نفسَها          فيها وتندِبُ على اختِلافِ لغاتِهاِ