أولا : يجب أن تعلم أن معجزة انشقاق القمر نصفين هي إحدى معجزات الرسول محمد صلى الله عليه والسلام التي ثبتت بالقرآن والسنة وإجماع الأمة فلا مجال لإنكارها أو التشكيك بها ، وقد سميت سورة في القران باسم سورة القمر إشارة إلى هذه المعجزة كما ذكر في مطلعها ( اقتربت الساعة وانشق القمر )
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى إِذَا انْفَلَقَ الْقَمَرُ فِلْقَتَيْنِ فَكَانَتْ فِلْقَة ٌوَرَاءَ الْجَبَلِ وَفِلْقَةٌ دُونَهُ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” اشْهَدُوا ”. ( متفق عليه )
وهذه الرواية واضحة بما لا مجال للشك فيه أن انشقاق القمر هو انشقاق حقيقي مادي رآه الصحابة بعيني رأسهم وأشهدهم النبي عليه .
ثانيا : أن تكذيب أو تصديق ناسا لهذه المعجزة لا يؤثر في موقفنا وإيماننا بها ، فعلمنا بها قطعي لا يخضع للشك كما أسلفنا ، بينما علمهم مجرد تجارب وصور التقطوها من هنا وهناك لسطح القمر ، ويحاولون تحليلها ولم يتفقوا على ما ورد فيها ، فلا يقدم العلم التجريبي البشري الخاضع للخطأ والصواب والتجربة على العلم الرباني الإلهي القطعي .
ثالثا : ما هو ثابت عن وكالة ناسا أنها وجدت على سطح القمر : شبكة عنكبوتية من الصدوع وانه في فترة لاحقة أغرقت الحمم مناطق منخفضة في الجزء الخارجي للسطح وغطت الشقوق(الصدوع) ، وهذا الشقّ أو الأخدود بطول 125 كيلو مترًا وعمق 400 متر وعرض 1500 متر.
هذا الاكتشاف دفع بعض المسلمين إلى الربط بينه وبين معجزة شق القمر ونسبة هذا الشق أو الصدع إلى معجزة النبي عليه الصلاة والسلام وهو امر محتمل وليس قطعي.
لكن وكالة ناسا ردت على نسبة إثبات حادثة شق القمر لها على لسان "براد بايلي" حيث قال :“نصيحتي هي أن لا تصدقوا كل ما تقرأونه على الإنترنت. الأوراق الخاضعة لمراجعة الأقران هي وحدها المصدر السليم علميًا للمعلومات في العالم. ولا توجد أدلة علمية حالية تتحدث عن انشقاق القمر إلى نصفين أو أكثر، ثم تجميعه في أي نقطة من الماضي.”
فالخلاصة أن الوكالة كذبت نسبة إثبات حصول معجزة شق القمر لها ، وتوقفت عند وجود صدوع وأخاديد على سطح القمر لا يعرفون سببها بدقة .
ونحن نؤمن بهذه المعجزة ونصدق بها ولو تثبتها وكالة ناسا ، وإن كنا في نفس الوقت لا نربط بينها وبين الأخاديد التي وجدت بحيث نجزم أن سببها حدوث الشق بل نقول إنه محتمل .
والله أعلم