ما هي بعض المفاهيم العلمية الخاطئة الشائعة التي يمكنك إخباري بها ؟

1 إجابات
profile/بيان-احمد-2
بيان احمد
ماجستير في الفيزياء (٢٠١٨-حالياً)
.
٢٠ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
في كثير من الأحيان، يكثر تداول بعض المعلومات المغلوطة على أنها صحيحة، و تُبنى أحياناً أسس أخرى على أساس غير سليم. نهدف في هذا السياق تصحيح بعض المفاهيم و المغالطات السائدة و المتداولة على أنها صحيحة.

المغالطة الأولى :يستحيل أن يضرب البرق المكان نفسه مرّتان : من أحد المقولات التي يكثر تداولها و التي لا أساس لها من الصحة. تصحيح : يمكن أن يقوم البرق بضرب نفس المكان أكثر من مرة واحدة، و من أمثلة ذلك ما يحصل مع برج The empire state building الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية و الذي يقوم البرق بإستهدافه بمعدل 25 مرة في السنة الواحدة!
البرق لا يستهدف الجمادات فقط كالأبنية، بل إنه من الممكن أن يقوم بصعق البشر. ومن طرائف ذلك ما حصل مع الضابط الأمريكي Roy Sullivan ، حيث أنه كان ضحيةً لضرب بالبرق 7 مرات خلال فترة حياته، خلال الفترة ما بين عام 1942 حتى عام 1977.و من الجدير بالذكر، لم يمت هذا الضابط جرّاء ضربات البرق بل انتهى به المطاف منتحراً!

المغالطة الثانية : ما السر وراء إشتعال النجوم "كالشمس" في الفضاء مع أنه لا يحتوي على الأكسجين! : نعرف أن الشمس عبارة عن كتلة ملتهبة، تحتاج أي عملية إحتراق لثلاثة عوامل رئيسية من أجل إتمام حدوثها : 1) مادة مشتعلة 2) وقود 3) شرارة
فكيف لكل هذا الاحتراق أن يحصل في فضاء خالٍ هذه العوامل الثلاث؟ و لأجيبكم على هذا السؤال لا بد لنا من التطرق للمكون الرئيسي لنجم نظامنا الشمسيّ. تعد الشمس كرة من الهيدورجين، و التوهّج الحراري الذي نبصره في وضح النهار يأتي نتيجة الإندماج النووي الذي يحصل بسبب الضغط الواقع على ذرات الهيدروجين الموجودة في حيز الشمس سوياً. بسبب الجاذبية العالية و الضغط الكبير الحاصل على الذرات بالتالي، تندمج أنوية ذرات الهيدروجين سوياً محوّلة إياها غلى ذرات هيليوم و تُطلق طاقة نتيجة لعملية التحول هذه، هذه الطاقة هي التوهّج المرئي الذي نراه نهاراً.
تعدّ الشمس نجماً أبيض اللون، نراهُ أصفراً نتيجة لتأثير الغلاف الجوّي عليه.

المغالطة الثالثة : السنة الضوئية هي وحدة زمنية : تعتبر السنة الضوئية وحدة قياس مسافة لا وحدة قياس زمن! عندما ننظر بعيداً في الفضاء الشاسع، أبعد ما يمكن، تصبح الأمتار و الكيلومترات و حتى المليارات من الكيلومترات بلا معنى بسبب مساحات الكون الهائلة، و بالتالي، فإنه من المناسب جداً استحداث وحدة قياس جديدة تغطي شسوع المسافات هذه قائمة على سرعة الضوء.
يسير الضوء ما مقداره 300 ألف كيلومتراً في الثانية الواحدة، أي أن الثانية الضوئية تشكل 300 ألف كيلومتر، أما عن المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة فتعادل ما قدره 9 ترليون و 461 مليار كيلومتراً.
يبعد القمر عن الكرة الأرضية مسافة مقدارها 1.2 ثانية ضوئية، أما الشمس فتبعد مسافة 8 دقائق ضوئية. أقرب نظام شمسي لنا هو نظام ألفا سنتوري ِAlpha Centauri و الذي يبعد عنا أكثر من 4 سنوات ضوئية، و أبعد ما يمكن رؤيته في السماء بالعين المجرة بدون استخدام اي تلسكوب هي مجرة أندروميدا التي تبعد عنا ما مقداره 2.5 مليون سنة ضوئية، و لكي يتسنى لنا رؤيتها يجب أن يت مراقبتها من مكان خالٍ تماماً من أي تلوث ضوئي.

المغالطة الرابعة : أنت ترى النجوم في وقتها الحاضر : عندما نراقب النوم في السماء، نحن فعلياً لا نراها في وقتها الحالي، بل ما نراه هو كيف كان شكلها عندما وصل لعيننا المُراقِبه آخر ضوء منها، يعد الضوء أسرع شيء بالكون ، و من الجدير بالذكر أن الجاذبية تسافر أيضاً بسرعة الضوء، و بالرغم من سرعة الضوء العالية جداً، إلا أن هذه السرعة ليست سرعة مطلقة، أي أنها تحتاج وقت للتنقل من مكان إلى آخر، و بالتالي لتقريب الصورة لمخيلتكم أصدقائي : إذا كان هناك نجم يبعد عنا ألف سنة ضوئية، فإن الضوء الذي يطلقه في هذه اللحظة حالاً، سوف يصلنا بعد ألف سنة، أو لنتخيل القصة من منظور آخر، أنت تراه في هذه اللحظة بالشكل الذي كان عليه قبل ألف سنة، أي و بشكل مثير، ما تراه أنت حالاً هو عباره عن ألف سنة في الماضي!

كما ذكرنا سابقاً تبعد عنا الشمس مسافة 8 دقائق ضوئية، و اذا حدث أنها إختفت فجاءةً -لسبب أو لآخر- فإننا لن نعرف ذلك قبل مرور الثمان دقائق هذه.

المغالطة الخامسة : الثقوب السوداء هي مجرد حفر في السماء : الثقب الأسود -على عكس أي شيء آخر في الكون- لا يشعّ ولا يعكس أي ضوء، و بالتالي، على الرغم من أننا لا نستطيع رؤية الثقوب السوداء، ولكننا نستطيع رؤية أثرها بكل وضوح.
أحد الدراسات التي استمرت 16 سنة، و التي تمت من خلال توجيه مناظير عالية الوضوح جداً بمرصد المنظمة الأوروبية الجنوبية إلى مركز المجرّة و التي لاحظوا فيها تحرك النجوم بسرعة عالية جداً حول شيء خفيّ! و يوجد شيء واحد فقط يمكن للنجوم أن تدور حوله بدون أن يشعّ أي ضوء أو أي اشعاع آخر و يمكن أن يكون حجمه بهذا الصغر، وهو الثقب الأسود. و لكن السؤال : كيف يكون شكل هذا الثقب الأسود ؟ يمكننا رؤية هذا الثقب الأسود على المكان الثنائي الأبعاد مع الزمن كبعد ثالث على شكل حفرة عميقة جداً سببها تَرَكّز كتلة النجم في مساحة صغيرة جداً.
ولكن، و بما ان فضائنا الحالي يشكل 3 أبعاد مساحياً مع الزمن كبعدٍ رابع، فإن كتلة النجم الميت هذا -أي الثقب الأسود- تقوم بثني و تشويه الفضاء ثلاثي الأبعاد هذا على شكل كرة.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة