لو عدنا في الزمن قليلًا لوجدنا أن أغلب الناس يرفضون فكرة السفر والغربة عن بلادهم وأهلهم لأجل كسب رزقهم، ولكن في الوقت الحاضر أصبح الخروج من البلاد لكسب الرزق شائع جداً في المجتمعات المختلفة كافة، وأغلب الأشخاص يؤيدونه ويسعون إليه جاهدًا.
مع تأثير جائحة كورونا على اقتصاد الدول؛ الكبيرة منها والصغيرة، أصبحت فرص العمل قليلة، بل وشبه معدومة في الدول الصغيرة خصوصًا، وأصبح الأفراد في سعي دائم للبحث عن فرص عمل مناسبة في أي مكان حول العالم لكسب رزقهم؛ حتى يتمكنوا من الاستمرار في الحياة.
لا بد أن الهاجس الأكبر لدى المغترب هو " الحنين للوطن"، ولكن مع التطور التكنولوجي وسهولة التواصل مع الأشخاص من حول العالم، أصبح الخوف من الغربة أقل عند الأشخاص، ولم يعودوا قلقين بخصوص الابتعاد عن وطنهم، وأهلهم، وأحبابهم بعد الآن.
ولأن "لقمة العيش صعبة"، اضطر الأغلب لتقبّل فكرة خروجهم من بلادهم لضمان مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم، بل وأصبح أكبر أهداف الشباب في الوقت الحاضر هو الخروج من بلادهم لبلاد تضمن لهم مُستقبًلا مُشرقًا.
ولا يقتصر خروج الناس من بلادهم لدول أخرى لكسب الرزق فقط، بل يوجد أسباب متعددة تدفع الناس للخروج من بلادهم، ومنها:
- البحث عن حياة أفضل، سواء كان من ناحية تركيبة مجتمعية وسكانية، أو لغايات كسب العلم والتعلّم.
- تبادل الثقافات، والتعرّف على ثقافات الدول الأخرى، وعاداتهم وتقاليدهم.
- الحصول على الجنسية من البلاد الأخرى، ونرى ذلك السلوك غالبًا عند الأشخاص في الدول التي تغزوها الحروب، والتي تعاني من مشاكل اقتصادية؛ من أجل الحصول على خدمات صحية، واجتماعية، وتعليمية أفضل من التي في بلادهم.
ومع ذلك ما زال بعض الأشخاص يرفضون الخروج من بلادهم بشكل قاطع، للأسباب التالية:
- بسبب الشعور بالغربة الذي يتولد عند البعد عن الوطن.
- الخوف من عدم التكيف مع البيئة المجتمعية في الدولة الجديدة.
- فقدان الهوية الشخصية التي اكتسبها الشخص من عادات وتقاليد وطنه الأصلي.
- الخوف من الإصابة في الاضطرابات النفسية والاجتماعية. ومهما ابتعد الشخص عن وطنه -لأي سببٍ كان- لا بد أن يعود مُشتاقًا، وكما قال أحمد شوقي:
وبلا وطني لقيتكَ بعد يأسٍ .. كأني قد لقيتُ بك الشبابا
وكل مسافرٍ سيؤوبُ يوماً .. إِذا رزقَ السلامة والإِيابا