يشير سارتر الفيلسوف الفرنسي إلى أن أهم ما يعطي قيمة للإنسان وجوده ككائن بغض النظر عن أي عوامل أخرى تؤثر فيه فالإنسان نفسه هو قيمة بحد ذاته وهو يسبق أي جوهر وهو سبب في أي جوهر. وعليه الإنسان هو من يخلق القيمة من خلال العمل وتحديد معنى الحياة لا العكس.
وهنالك من يجد أن من مصدر قيمة الإنسان من ناحية فلسفية هو الأخلاق، وما يصدر عنها من سلوك يمثل القيم، حيث أن السلوك البشري متغير ومتطور وعن طريق الأخلاق وما لدى الشخص من قيم خلقية يكون محمودًا أو مذمومًا.
وحسب مفهوم العبثية في الفلسفة فنجد بأن قيمة الإنسان تأتي عن طريق ما يسبغه الإنسان نفسه على العالم من معنى، حيث أن تعيش حياة عبثية يعني أن ترفض الحياة التي تجد أو تبحث عن معنى محدد لجود البشر، لأنه لا يوجد شيء لتبحث عنه، وهذا المفهوم مضاد لمفهوم الأديان الإبراهيمية وفيه يكون هنالك وجود لانعدام الأخلاق والعدالة.
أما بالنسبة للوقائعية ففيها ما يعطي الإنسان قيمة والمتمثل وحسب ما يشير سارتر في كل ما يحدد للبشر قيود الوجود واللاوجود (الوجود والعدم). والتي تشمل الحاضروالمستقل، والفزع أو الخوف سواء بمعنى؛ أن الحرية تنتج الفزع عند تقييدها بالواقائعية أو بمعنى أن انعدام إمكانية امتلاك الوقائعية للتقدم وتحمل مسؤولية ما تفعله كشخص.
ومن ناحية أخرى فهنالك من ينظر للأصالة على أنها مصدر يعطي للإنسان قيمته والتي تقوم على فكرة أن الفرد يشكل نفسه ثم يعيش بعد ذلك في اتساق مع ذاته، وتعني الأصالة في الفلسفة أن الفرد عند التصرف عليه أن يتصرف كذاته وليس كتصرفاته أو كنوعة أو كما يتطلب أي جوهر آخر، والفعل الأصيل الذي يعطي الفرد قيمه هو المتسق مع حريته، وتتضمن الأصالة أن يكون لفرد قادر على جعل ما لديه من قيم فعالة عند الاختيار مما يجعله مسؤول وبتالي ذو قيمة.
كما أن الدين أحد مصادر إعطاء القيمة للفرد من ناحية فلسفية فالفرد في الأديان هو المحور الأساسي ومن خلال الدين يتوصل الإنسان إلى الحقيقة وإلى الله مما يعطيه القيمة لاحقًا.
المصدر: