لو افترضت أنك ستذهب في رحلة سياحية حول مجموعة من بلدان العالم الأوروبية والعربية، سوف تلاحظ أن لكل مدينة تزورها لها أجواءها الخاصة بها التي تنفرد بها عن غيرها لدرجة أن مشاعرك قد تتغير بالتنقل من مدينة إلى أخرى مع أن كل مدينة حول العالم تكون مشيدة بعناصر هيكيلة متماثلة من مبانٍ، حدائق عامة، شوارع، طرق ومساحات مفتوحة ولكن بالرغم من هذا التشابه العام إلا أن لكل مدينة نكهة خاصة؛ والسبب في ذلك يعود للجمال الكامن في جوهر العمارة و العمران التي أنشأها البشر فكل مدينة لها نمط ونهج عمراني ومعماري وتكوين حضري أحدث هذا التنوع الكبير في العلامات التجارية العالمية ومراكز التسوق وتنوع في المشروبات و الأغذية، في الطرق الرئيسية و الفرعية، في الشوراع العامة وشوراع المشاة، والمناظر الطبيعية الخلابة وغيرها بالإضافة إلى الأفكار المبتكرة في العمران والتصميم الحضري.
لذا يعتبر التصميم الحضري كمهنة من أهم وأحدث المهن التي تتطور بشكل مستمر، وهدفها هو تطوير كافة أشكال الحياة وتوفير الإحتياجات الأساسية و الترفيهية التي يحتاجها السكان في أي بيئة أو منطقة كانت في القرى أو المدن كالمواصلات والإتصالات و النواحي العمرانية والإهتمام في الحدائق العامة والمساحات المفتوحة.
وتحكم التصميم الحضري بعضاً من المبادئ العامة والأساسية التي يأخذ بها المصممون قبل وأثناء التصميم :
- تصميم المدن بحاجة إلى تعزيز المساحة لتقديم أفكاراً جديدة بحيث تتناسب مع متطلبات انفراد المدينة المعاصرة فتكون هذه المدن إنتاجية، مستدامة، ذكية ولجميع الناس ويجب هنا مراعاة ثلاثة جوانب أساسية : الجانب الإقتصادي هذا الجانب يعتبر أن المدينة مشروعاً استثمارياً ضخماً سوف ينتج عنه عوائد، مع التأكيد على المحافظة على القيم الإنسانية التقليدية وإظهارها بمنظور معاصر. الجانب الآخر هو الجانب الإداري، التظيمي والتشريعي بحيث تجعل هذه المدينة مكاناً منظم محكوم بعدة شروط من شأنها أن تحافظ على مبادئ الهوية والتفرد.
أما الجانب الأخير هو جانب بنائي معماري عمراني وهو البناء اعتماداً على نماذج فكرية بما تتضمنه من مدارس فكرية مجتمعية مختلفة. - توفير الوسائل الآمنة التي تسهل عملية التنقل بين المناطق والمساحات المختلفة وإمكانية الوصول بينها.
- عندما يريد المصمم الحضري التصميم لمنطقة معينة يتعامل مع المنطقة بصورة شمولية وكاملة ولا ينظر إلى عنصر واحد فقط.
- لا يعتمد تصميم المدن أو التصميم العمراني على رأي المصمم فقط وإنما يجب مشاركة جميع الناس وجمع أفكارهم في التصميم من خلال عمل إستبيان لأخذ آرائهم.
- التركيز على خلق الحياة في التصميم الحضري وذلك من خلال وجود الفراغات العامة للمدينة في التصميم كالإهتمام بالشوارع العامة و الميادين.
التقليل من البصمة الكربونية أصبحت تؤخذ بعين الإعتبار في التصميم الحضري خاصة في الدول المتقدمة، وهي التقليل من كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي وذلك بسبب النشاطات البشرية أو المنتجات التي صنعها الإنسان كالسيارات وعمليات التصنيع على اختلافها مما يؤثر بشكل سلبي على البيئة فيكون التصميم يراعي هذا الأمر من خلال:
- تعظيم الاستخدام النشط للمساحة والأرض ويتم ذلك بمراعاة الكثافة السكانية والتنوع أثناء التصميم والمزج بين الإستخدامات وفئات المستخدمين بصورة عامة.
- خلق بيئات حضرية أكثر استدامة وتحسين نوعية الحياة الصحية من خلال تقليل الإعتماد على استخدام السيارات وإعطاء الأولوية للمشي وركوب الدراجات.
- تعزيز فعالية وكفاءة الأنظمة التقنية والصناعية التي تتضمن البنية التحتية، النقل، الإتصالات، البناء وأنظمة التصنيع بحيث تزيد فعاليتها في استخدام للطاقة والتقليل من الأثر البيئي الناتج عنها.
المصادر :
Urban Design Principles
173 مشاهدة
