ما هي القدرات الخارقة التي ميز الله تعالى فيها الجن عن الإنس وهل يعد ذك تكريماً لهم على بني البشر

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢١ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الإيمان بوجود الجن جزء من العقيدة الإسلامية ، لأن الله أخبرنا في كتابه بأنه خلقهم وأخبرنا رسولنا الكريم بذلك ، وأجمعت الأمة على ذلك .

قال تعالى " وخلق الجان من مارج من نار " ( الرحمن ، 15  ).

أما خصائص الجن وما يتميزون به عن الإنس في هذه الحياة من القدرات فأمورر منها :

1. التشكل وتغيير هيآتهم : فالجني وإن كان خلق من نار أصلاً ، والا له جرم وجسد لا يعلمه إلا الله ، لكن الله أعطاهم القدرة على التشكل والظهور بشكل إنسي أو دابة .

فالجن يمكن أن يظهر على شكل إنسان ، كما حصل لأبي هريرة رضي الله عنه في القصة المشهورة مع الشيطان الذي حاول سرقة بيت المال وكان يأتي على هيئة إنسان  ،وفي المرة الثالثة لمحاولة السرقة علم أبا هريرة آية الكرسي لتحفظه من الجن ، وأخبر النبي بعد ذلك أبا هريرة أنه كان شيطاناً .

والشواهد والقصص على ذلك كثيرة .

أما تشكل الجن  على هيئة حيوان فقد يظهر على صورة كلب أسود أو حية أو غير ذلك من الحيوانات .

فلما نهى النبي عن قتل الكلاب قال  (عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين فإنه شيطان)
 
قال ابن تيمية: (والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم، فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها، و في صور الإبل, والبقر, والغنم, والخيل, والبغال, والحمير، و في صور الطير، و في صور بني آدم)

والجن إذا تشكلوا في غير صورتهم الأصلية أمكن رؤيتهم ، أما رؤيتهم على صورتهم وشكلهم الأصلي فجمهور العلماء أنه لا يمكن رؤيتهم على هذه الحال إلا للأنبياء عليه السلام .

2. أنهم يروننا و نحن لا نراهم مع أنهم يعيشون بيننا .

قال تعالى ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) (الأعراف ،27 ) .

3. قدرتهم على الطيران في الهواء والغوص في الماء وقطع المسافات البعيدة بسرعة ، وعمل الأعمال الشاقة التي يعجر عنها الإنسي .

ودليل ذلك ما أخبرنا الله من نبأ الجن الذي سخره لسليمان عليه السلام :

قال تعالى ( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ..) (سبأ ،13)

ولما طلب منهم إحضار عرش ملكة سبأ إلى بيت المقدس (  قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) ( النمل ،39 ).

وقال تعالى في سورة ص (  وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37)  ) .

أما قولك وهل يعد ذلك تكريماً لهم على البشر ؟

فالجواب :لا طبعاً ، فليس كل ميزة أعطيها مخلوق كانت دلالة على أفضليته وخيريته ، فبعض الدواب لها قدرات لا يستطيعها البشر وهي أقوة منه وليس ذلك دليلاً على خيريتها وأفضليتها .

ويكفي البشر فضلاً أن الله خلق أباهم آدم بيده الكريمة وهذا تشريف لهم ، ثم فضلهم بالرسل والأنبياء ولم يكن من الجن أنبياء .

ثم إن صالح البشر قد يمنحهم الله قوة أعظم من قوى الجن ، فانظر كيف مكن الله لسليمان عليه السلام حتى دانت له الجن ، ولما أراد إحضار عرش ملكة سبأ تقدم الذي عنده علم من الكتاب على العفريت .

وإنما هذه القدرات للجن إنما كانت لحكمة علمها الله ، ولأنه هيئهم للقيام بوظيفة في هذا الحياة اقتضت هذه القدرات ، بينما وظيفة الإنس لا تحتاجها .

والله أعلم