نظرية فلسفية تركز بشكل أساسي على وجود الفرد، ويعتبر سورين كيركغور رائد الفلسفة الوجودية، عاش كيركغور حياة مأساوية، لقد توفيت عائلته، وعانى معاناة شديدة في حياته، ومن ثم تعرف على فتاة وأحبها حبًا شديدًا إلى أن نهاية حبه كانت سيئة أيضًا، لذلك ولدت تجارب كيركغور فيلسوف وانتج فلسفته الوجودية، واستطاع من مرارة تجربته وصعوبتها الوصول إلى إجابة "كيف يكون الإنسان حرًا بنفسه ليس مقيدًا بغيره؟"..
المبدأ الأساسي الذي أخذت منه الوجودية أنّ "الوجود يسبق الصورة"، وهذه الفكرة مهمة جدًا وتعارض الفيلسوف أرسطو "كل شيء في الكون يبدأ بصورة ثم يأتي الوجود"، فلفلسفة الوجودية تنفي هذه الفكرة في الإنسان فقط فتقول الإنسان وجد أولاً، ومن ثم بدأ يعي بوجوده.
فكرة العبثية مهمة جدًا في الفلسفة الوجودية، والطريقة التي يعالج بها هذه الفكرة أن الإنسان يجب أن يمتلك الإرادة الحرة، ومن خلال هذه الإرادة الحرة يستطيع أن يقرر كيف يخطو في حياته، وكيف يعيش حياة سعيدة، والإرادة هنا ليست حرة بشكل مطلق، الحقائق التي يعتمد عليها الإنسان في اتخاذه للقرارات تعتمد على الماضي "أي أن حرية الإرادة ليست مطلقة بل تعتمد على الماضي".
من الجدير في الذكر التركيز على أن ليس كل ما تحمله الفلسفة الوجودية من أفكار صحيح، فهنالك الكثير من مفكري الوجودية ملاحدة كألبير كامو، وسيمون دي فوار، وسارتر، حيث ينكر جميعهم وجود الله، ويعتبرون أن الله غير قادر على حل المشاكل التي يمر بها الإنسان، كما اعتبر بعضهم أن الإنسان هو خالق لذاته، بعكس الأفكار التي تحملها الوجودية الدينية الذين اعتبروا روادها أن الإيمان بالله له القدرة على حل المشاكل التي يمر بها الإنسان، وأن الحرية أحد الشروط اللازمة للوصول إلى الرب..