ما هي الفروقات الأساسية بين الرأسمالية والاشتراكية؟

كلا المصطلحين يستخدمان لوصف أنظمة اقتصادية سياسية،لكن الفرق بينهما يكمن في نطاق تدخل الحكومة في الاقتصاد و حركة السوق.
هذا هو الفرق الرئيسي،الذي يجعل لكل من هذان النظامان نظام مختلف عن الأخر.
 
فبالنظام الرأسمالي لا وجود لسيطرة حكومية مباشرة على الأعمال، إنما يعتمد في تكوين ثروته على أساس سياسات الهيكل الاقتصادي الذي يعرف ب السوق الحرة.
و يتصف هذا السوق باعتماد آلية العرض و الطلب في تحديد كميات الإنتاج و الأسعار مع وجود سيطرة حكومية ضئيلة أو معدومة ،و تكون قرارات أصحاب المصالح فيه تلقائية ة متغيرة اعتمادا على الظروف و الوضع السائد.
 
أما في النظام الاشتراكي يتم تنظيم إنتاج السلع بشكل كلي أو جزئي من قبل الحكومة لا الأفراد و المؤسسات،و يشار له باسم التخطيط المركز،أما الهيكل الاقتصادي التابع له يعرف بالسوق الموجه.
و يعتبر السوق الموجه عكس السوق الحر إذ يتم تحديد نوع السلع التي يجب إنتاجها و كمياتها و أسعارها بشكل رئيسي من قبل الحكومة.

كفرق أخر رئيسي يمكننا التحدث عن تركز الثروة و وجود الطبقات عند كلا النظامين:
في الرأسمالي يمكنك ملاحظة التعدد الطبقي لملاك الثروة بشكل واضح،فحسب النظريات يعد عدم التكافؤ هذا واحد من الطرق التي تدفع أصحاب المؤسسات و المشاريع للابتكار و تجديد والتنويع كي تبقى هي في مقدمة السوق مما يؤدي إلى زيادة نسب  التنمية الاقتصادية.
و كما أخبرتك تعتمد حركة السوق هنا على العرض و الطلب،لذلك تسعى المؤسسات لصنع أفضل المنتجات و تقديم أفضل الخدمات بأقل سعر ممكن.
و لكونها تضع الكفاءة و الجودة من أولويات العمل تكون نسب البطالة أكبر عند تطبيق هذا النظام،إذ لا يمكن توظيف إلا أصحاب الخبرات و الكفاءات العالية

نعود إلى الاشتراكي واحد من أهداف هذا النظام هو التوزيع العادل للثروة و محاولة القضاء على الطبقات في المجتمع،لذلك تتحكم الدولة في وسائل الإنتاج الرئيسية وعملية توزيع الثروات،و يلاحظ أن أصحاب الأعمال هنا لا يهتمون بوجود الابتكار في أعمالهم فكل شيء محدد ومحكوم ولا داعي لبذل جهد زائد.
في هذا النظام تعتبر الحكومة منقذ لعامة الشعب في أوقات الشدة،إذ أنها تأمر بالتوظيف الإجباري لمن فقد عمله،حتى لو لم تكن خبراته تكافئ العمل.
و هذا يؤثر على الأعمال  باتجاهين متعاكسين إيجابا إذ انه يقلل نسب البطالة و ذلك بحصول الجميع على فرص عمل،و سلباً إذ يقلل نسب كفاءة الأعمال و جودتها أيضا.

معظم الدول و الاقتصاديات الحديثة تقوم بتطبيق كلا النظامين و مزجهما داخل البلد و ذلك بغرض التغلب على سلبيات كل منهم و محاولة الاستفادة من ايجابياتهم أيضا،إذ لابد من وجود دور للحكومة في تنظيم الأعمال لمنع الاحتكار مثلا،مع وجود أعمال و صناعات حرة تعتمد على الابتكار و التنويع في ما تقدمه للسوق و المستهلك. 

الرأسمالية: هو نظام إقتصادي تكون فيه وسائل الإنتاج بشكل عام مملوكة ملكية كاملة أو جزئية لجهات تعمل بهدف الربح. و يكون ذلك باستخدام عوامل الإنتاج و هي :

1)الأراضي.

2)العمال.

3) المعدات.

4) ريادة الأعمال. 

و يكون تحديد الأسعار و كميات الانتاج بناء على قوى العرض و الطلب. أن الرأسمالية هي ثمرة التطور الصناعي و النقلة النوعية في وسائل الإنتاج الكلاسيكية إلى الوسائل المتطورة في الثورة الصناعية و التي كانت ظهور الرأسمالية فيها كأحد التبعات، عقب التوسع العظيم في الإنتاج.

مميزات الرأسمالية:-

1) ما يميز الرأسمالية هو احترام حق الملكية الخاصة؛ فالفرد له مطلق الحرية في تكوين العمل الخاص به  والتصرف فيه طالما لا يتعارض ذلك مع القوانين السائدة.

2) الحرية الدخول و الخروج من و الى السوق, الأمر الذي يسمح بالمنافسة  و استغلال الميزتان التنافسية و الانتاجية.

 

عيوب الرأسمالية:-

*اعتماده أساس الربا في عمليات التمويل و الدفع الآجل؛ الأمر الذي يسبب زيادة لأموال المقتدرين ماليا كونهم مقرضين و ازدياد الديون على المتقرضين, مما يشكل فجوة بين أفراد المجتمع.


 
 الاشتراكية هو نظام اقتصادي يقوم على أساس الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج الأساسية المذكورة مسبقا، من أجل تلبية حاجات المجتمع على الوجه الأمثل. والقاعدة الاقتصادية الأساسية في هذا النظام هي إلغاء التقسيم الطبقي في المجتمع وإلغاء استغلال أصحاب رؤوس الأموال على العمال، بهدف تحقيق العدل والمساواة بين أفراد المجتمع.
 تعددت النظريات التي تناولت الفكر الاشتراكي، إلا أن نظرية كارل ماركس وحدها هي التي طبقت هذا الفكر على الواقع وكانت الأساس الذي قامت عليه أنظمة اشتراكية سادت العديد من الدول مثل روسيا و الصين ولذلك فإن البحث في أسس النظام الاشتراكي ومرتكزاته يعني في جوهره نظرة الماركسية إلى هذا الموضوع.
 أهداف النظام الاشتراكي:
 تلبية حاجات أعضاء المجتمع المادية، ووضع حد للفجوات الطبقية و المالية في المجتمع. ويفرض هذا النظام واجب العمل على الجميع لأن من لا يعمل لا يؤجر. وبذلك يتحول المجتمع من مجتمع يسعى كل شخص لمصلحته الخاصة إلى مجتمع يوحد مصالح المنتجين والعاملين