على الرغم من جميع الجوانب السلبية التي رأيناها في أزمة كورونا والأزمات الاقتصادية على مستوى الدول وفرض القوانين الصارمة بالتباعد وترك المسافات، إلّا أن هذا التباعد الجسدي لم يتحول إلى تباعد اجتماعي وأخلاقي، وهذا البعد في المسافة بين الأفراد لم يؤثر على تقاربهم العاطفي والرابطة القوية التي تجمعهم، حيث شاهدنا العديد من الصور المشرقة للتكافل الاجتماعي بين الأفراد، ومظاهر تحمل المسؤولية وحفظ حق الجار في مختلف المجتمعات العربية وهذه عينة منها :
- في الأردن في محافظة جرش بتاريخ 5/12/2020 قام أحد الشباب الذين تعطلت بهم السيارة بالنشر في إحدى المجموعات على الفيسبوك بأن السيارة تعطلت به على الطريق المؤدي إلى إربد في ساعة متأخرة من الليل وبما أن هناك حظر ليلي مفروض يبدأ من الساعة العاشرة كان يرغب بالمساعدة، ولم تمضي ساعة حتى جاءه الناس من جميع المناطق المجاورة يعرضون عليه منازلهم ليقضي فيها الليلة وآخرون يرغبون بتوصيله لوجهته، كان هذا واحداً من المواقف التي أثرت فيني شخصياً وشعرت بالفخر وأن الخير ما زال موجوداً في الناس إلى الحد الذي يجعلهم يغادرون منازلهم لعابر سبيل لا يعلمون عنه شيئاً سوى أنه بحاجة للمساعدة.
- في مصر - القاهرة قامت مؤخراً مؤسسة خيرية مصرية تحمل اسم " مصر الخير" بالتكفل بمصروفات إقامة المصريين العالقين بالخارج عقب إعلان بعض الدول عن إغلاق حدودها ومخارجها الأمر الذي تسبب في تعطيل العديد من الطلبة والمواطنين المصريين فيها لتعزيز العلاقات بين الأطراف المعنية بهدف تقديم كافة أشكال الدعم للمصريين في الخارج.
ولا يمكننا أن ننسى مظاهر التعاون الاجتماعي الواضحة والتي ظهرت في تقديم العون لعمال المياومة الذين تعطلت أعمالهم بسبب كورونا، التعلم الالكتروني عن بعد والتعاون بين الأهل والمعلمين في تحقيق أكبر قدر من الاستفادة للطلبة رغم إغلاق المدارس، توزيع الخبز على المنازل ولكل من هو محتاج.
قال صلى الله عليه وسلم :"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" صدق الرسول الكريم.