العبرة المستفادة التي من الممكن الحصول عليها من سورة الكوثر، تتلخص في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي وصف فيه الوقت الذي نزلت هذه السورة على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو على النحو الآتي:
عن أنس قال: بينا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسمًا، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: (أنزلت عليَّ آنفًا سورة)، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر ﴾، ثم قال: (أتدرون ما الكوثر؟)، فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه نهر وَعَدنيه ربي - عز وجل - عليه خير كثير، وحوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيتُه عدد النجوم، فيُختَلَج العبد منهم، فأقول: ربّ، إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدَثَتْ بعدك".
ونستفيد من ذلك:
- إن الله عز وجل وعد المسلمين ومن تبع الرسول صلى الله عليه وسلم بحوض في الجنة يسمى الكوثر.
- في السورة نوع من التشجيع للمسلمين وتقوية لعزيمتهم للحفاظ على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم والاستمرار عليه.
- فيها أيضاً حث على الالتزام بالصلاة، وقيل أن المقصود هو صلاة عيد الأضحى.
- كذلك حث على الذبح يوم العيد، والمقصود الأضحية التي يقوم بها المسلمون في عيد الأضحى، والسورة تحث على أداء الذبح كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
- بالإضافة إلى ذلك، فإن السورة تحذر من الذي لا يلتزم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستجيب لأوامره، فيكون في الدنيا كالمقطوع، حياته ناقصة، لأنه لا صلة بينه وبين الله عز وجل.
65 مشاهدة
