ما هي الدروس التي تعلمتها في 2020

2 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٠٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
    العديد من الأمور ظهرت على السطح في هذا العام الاستئنائي، حيث كانت الخيارات محدودة وضيقة لتغيير النمطيات والروتينات. وقد أطلق البعض على هذا العام عام الكوارث؛ لما مرّ بهم من مشاكل وأحداث ومعوقات وخلافات جعلت المسير في هذا العام محفوفة بالأشواك. ازدادت أعداد الوفيات بسبب وباء كورونا، ومنها ما كانت وفيات لمضاعفات مشابهة أو أمراض أو حوادث مما أدى لخوف مترقب من هذا الوباء. كما زاد من الأمر سوءًا خطوات التباعد الاجتماعي غير المعتادين عليها، والكثير الكثير من الشائعات التي فاقمت الوضع.

      إلا أنني أنظر للموضوع من جانبين، أبدأ أولًا بالجانب الإيجابي. حيث تعلمت أن الصحة الجسدية والنفسية هي أهم ما أملك. فلا شيء يضاهي أن تكون بصحة ممتازة دون معاناةٍ مع المرض وتوابعه، دون تقهقر في الجانب النفسي والشعور بفقدان الذات والدونية هو ما يجعلنا نشكر الله على النِعم. تعلمت أن الحياة رائعة لكن لننظر إليها من الجانب السحري لا الجانب المظلم. تعلمت أن العائلة هي خط الدفاع الأول لي، هم سندي وسنديانتي وقوتي وحائطي المنيع، هم من أدين لهم بما أنا عليه، وهم ممن أتعكّز عليهم ساعة ضعفي. تعلمت أن لكل شيءٍ بديل، فلا مستحيل ولا صعب قد أواجهه، فقط عليّ أن أفكر خارج صندوقي الضيّق و أصمم مشكلتي؛ أي أنظر إليها من منظور محايد، لا أن أبقي نفسي في حذائي الصغير، وفي الوقت المناسب عليّ أن أغيّر هذا الحذاء لأستطيع الركض -لا فقط المشي- بمهارة. وجدت أن التقرب من الله هو الراحة والحب والمحبة، أن قوتي هي من الله ولله، أنني الضعيفة الذليلة إليه، أنني القريبة الدانية إليه. و أن لا أعظم من قول حسبي الله ونعم الوكيل. هنا يتغلّف قلبي بالطمأنينة والثقة وحسن الظن أن قلبي بيده، وروحي معلقة به، فمالي إلا أن يكون دعائي:" يا مقلب القلوب، ثبّت قلبي على دينك". هنا وكّلت فؤادي ومسيري وحياتي وديدني لرب الملكوت والسماء والأرض.

    إذا توجهت إلى الجانب المظلم، لرأيت الكثير مما قد يدمي القلب. منها وفاة الأقربين، عمي وخالتي وابنة عمتي. وكانت هذه فواجع نهاية العام، حيث لم يكن موتهم محسومًا، بل مفاجئًا وقاتلًا للنفس. وسبقها إنهاء عقد عملي بسبب الأزمة الوبائية، مما حطمني نفسيًّا حيث لم اعتد الجلوس في المنزل، إذ أنني أعمل من يوم تخرجي، ولي طقوس وروتينات ممتعة أتبعها في عملي. وحقيقةً لدي طاقة جد عالية، كنت أفرغها في العمل الجاد والشاق. لذا شعرت لعدة أسابيع بفقدان الثقة بالذات أحيانًا، وفقدان الهوية أحيانًا أخرى،وفقدان التوازن تارةً أخرى. مع الكثير من فقرات البكاء والانهيار والسرحان التي ما لبثت أن تحولت لاستسلام للأمر الواقع أو حتى تحدي الواقع في غضون أسابيع لاحقة. حتى تعرفت على منصة" أجيب"😊😊، فوجدت ضالتي، ودعمتني في تفريغ تلك الطاقة الكامنة التي حُبست من أربعة أشهرٍ مضت. 
    نظرت حولي فوجدت تشتت صديقات العمل، فعرفت أنها صداقاتٌ آنية لها طبيعة مصالحية؛ لكن لا يعني بالضرورة أن يكون ذلك واقعيًّا دومًا، ومع ذلك بقيت القلة القليلة جدًا جدًا ما زالت للآن ترسل لي طلبات توظيف، وتطمئن علي من حين لآخر لأنها تخضع لنفس الظروف التي خضعت لها. وجدت بعض السوداوية في هذا العالم، فمواقع التواصل الاجتاعي تعُّج بإعلانات الوفاة العديدة، مع تناقلها بكثافة من مجموعة لأخرى، كما أن منشورات الدعاء كثُرت كالأعاصير لتشعرني باقتراب الساعة.هنا أصبح استخدامي لهذه المواقع محدودًا جدًّا وسريعًا حتى لا أصاب بإحباط وأنا في الأصل أشعر بانتكاسة مسبقًا.

  في النهاية، هو عام مر، بحلاوته ومرارته، بتوسعاته وضائقته، بجمالياته و بشاعته، بتفاؤلاته وفواجعه. فيجب أن نرى أن حصاده بالرغم من ذلك كان رائعًا. فنحن بصحّةٍ وعافيةٍ وفضل من الله. نتحرك ونتنفس ونسمع ونرى دون أدنى مساعدة. فالحمدلله على كل نعمة ونقمة، ولله الشكر على ما نحن فيه من أهل وعزوة وقوة وعنفوان. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 5 شخص بتأييد الإجابة
profile/جمان-عامر-الحوارات
جمان عامر الحوارات
القراءة
.
٠٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الصبر مفتاح الفرج