تعرّف المقامة أنها فن نثري, تشبه القصة في سردها, ترتكز بشكل كبير على السجع والمحسنات البديعية وترصيع الكلام وتجميله,و تمتاز أنها تُحكى في مجلس بينما يصغي الناس لراويها.
ظهر فن المقامة في العصر الرابع الهجري وبرز في عصر الانحطاط, تحمل وراء طياتها الحكم والعظات التي تحاكي مشكلات المجتمع آنذاك, وتتسم المقامة بخصائص فنية أذكر لك منها:
* تمتاز بأسلوبها السردي القصصي الذي يحمل وراءه هدف وغرض محدد, بحيث تتكون من زمان ومكان وشخوص وعقدة وحبكة وحل حالها حال القصة في عناصرها.
* تعتمد على خيال الكاتب, فأحداثها مؤلفة منمقة غير واقعية, وشخصياتها خيالية ولكنها تحاكي الواقع.
* تتسم بطابع أدبي ساخر ناقد ولاذع ومتهكم, وأحياناً يغلب عليها الفكاهة والضحك.
* أيضاً تمتاز بتناصها مع القرآن والحديث النبوي, ويذكر مؤلفها أبياتاً شعرية, كما وتذكر حكماً تتناسب مع موضوعها.
* وأهم ما يميز هذا الفن هو القالب الأدبي الجديد المليء بالزخارف اللغوية والمحسنات البديعة والسجع الذي تهوى الأذن سماع هذه المقامات بلهفة نتيجة الموسيقى المنتجة من هذا اللون من الأدب النثري المبهج كما أصفه .
* ومن خصائصها أنها أحداثها تتمحور حول بطل يذكره الكاتب في بدايتها وتبنى أحداث القصة عليه ودائما ً ما ينتصر البطل في النهاية, وهو عند الهمذاني مثلاً يمثل شخصية أبو الفتح الاسكندراني.
* أيضاً تمثل المقامة وثيقة تاريخية تخبرنا ما حصل في القدم في هذه الحقبة من الزمن, من ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية, فهي في الأصل كتبت لتسخر من هذه الظروف وتنتقدها.
وكان بديع الزمان الهمذاني من رواد هذا الفن العريق, ثم تأثر الأدباء من بعد الهمذاني ليسلكوا مسلكه في كتابة المقامات مثل الحريري والزمخشري وابن الجوزي والشاب الظريف وابن الوردي والصفدي والسيوطي, ثم ظهرت بعد ذلك المقامات الفارسية ..
84 مشاهدة
