ما هي الحقيقة وراء تنبؤات الأبراج من وجهة نظرك؟

إجابة
rate image أضف إجابة
حقل النص مطلوب.
يرجى الانتظار
إلغاء
profile image
سااالي ماجستير في الفيزياء (٢٠١٨-حالياً) . 1608666134
قد يقودك علم الأبراج Astrology الى الإعتقاد بأنه علم حقيقي، و ذلك بسبب فخامة وواقعية المصطلحات التي يستخدمها الخبراء في هذا المجال، و وميولهم إلى ربط كل شي بمواقع و إحداثيات الأجرام السماوية. ولكن السؤال يبقى: هل يعتبر التنجيم و علم الأبراج "علماً" حقيقاً يستحق أن نطلق عليه هذا المسمّى؟ كيف بدأ إيمان الأفراد و اعتقادهم بعلم الأبراج؟

إن حركة النجوم في السماء، بالإضافة للطريقة التي تظهر بها للمراقب الموجود على سطح الأرض تتزامن فعلياً مع فصول كوكب الأرض الأربعة. كانت الحضارات القديمة على مر العصور كتلك التي كانت في بلاد الهند و بلاد الرافدين و مصر و غيرها، تبدي إهتماماً بمواقع النجوم على مدار السنة لأنها كانت تستخدم للمساعدة بالتنبؤ بأحداث معينة بسبب الاعتقاد السائد آنذا بأنها المسبب المباشر أو غير المباشر أو جزءاً منه على الأقل.
كأن يقول العرّاف في ذلك الوقت أن ظهور نجم "الشعرة اليمنية" قبيل الشروق بقليل سيتسبب في فيضان نهر النيل! و مع أن الكثير كانوا يؤمنون بهذه المعتقدات، كاعتقاد تسبب ظهور النجم بالفيضان، إلا أن الملاحظات و الأدلة غير كافية ولا يمكن أن تخبرنا إلا شيئاً واحداً : أن ظهور النجم قد حدث تزامناً مع حدوث الفيضان، أي أن الحدثين حدثا في وقت متقارب، ولكن ليس بالضرورة أن يكون أي منهما سبباً في حصول الآخر، فالتزامن لا يعني بالضرورة السببية Causality.

إن تآمر الكون و مكوناته، بالشكل الذي ألِفناه يعد سبباً مباشراً لتواجد كل منا على كوكب الأرض ،كل ذرة من ذرات الكون ترتبت بطريقة معينة بفعل الجاذبية و توزيعها على مدى الكون الشاسع بطريقة تسمح بها بوجود عنصر المجرة، و على وجه الخصوص وجود مجرتنا الأم مجرة درب التبانة The Milkyway galaxy ، و مليارات النجوم الموجودة في مجرتنا هذه أيضاً ترتبت بطريقة تسمح للشمس بالتكوّن و التواجد بشكل مستقرّ، و أن مليارات السنين من الحياة و من الكائنات التي سبق وجودها وجودنا قد تواجت و ترتبت بطريقة تسمح لك بالتواجد في هذا اليوم! إن كل ما حولك، سواء أكان على امتداد بصرك بشكل تراه، أو بعيداً نسبياً عنك بشكل لا تراه، سواء أكانت عينك المجردة تستطيع رؤيته، أو كان دقيقاً جداً بشكل لا تراه أعيننا، سواء عايشته في نفس الحقبة الزمنية، أو سبقك بسنة واحدة أو بعشرات السنين، كل هذا له علاقة مباشرة بحياتك الشخصية، كل عامل كان سبباً في تواجدك اليوم بالهيئة التي انت عليها و تحت ظروفك الحالية، سواء أكان ذلك سبباً قد يصنف على أنه مقصود أو غير مقصود.
لكن أحداث حياتك الشخصية معقدة لدرجة لا تسمح بربطها بحركة النجوم و الكواكب.

و لكن، ألا يوجد هناك ما يمكن أن يؤثر بصفات و سمات شخصيتك من البيئة المحيطة؟

قامت عدة أبحاث بدراسات على هذا الموضوع، و خرجت بنتائج مثيرة للاهتمام، فواحدة من الدراسات التي شملت 300 شخصية مشهورة كعينة دراسة، و تبين أن نسبة كبيرة منهم من مواليد فصل الشتاء، فقاموا بتوسعة مدى الدراسة بحيث تشمل ما يزيد عن 85 ألف شخصية معروفة عبر التاريخ، فوجدوا أن الترابط بينهم لا زال موجوداً.

وجدت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين ولدوا في الأشهر الباردة يميلون بشكل عام للتشاؤم أكثر من أولائك الذين ولدوا في فصل الصيف، كما وجدت الدراسة ذاتها أيضاً في نتائجها أن المولودين في فصل الصيف لديهم ميول إبداعيّ أكثر من أقرانهم المولودين في فصل الصيف، ولكنهم عرضة للاصابة بالامراض النفسية أكثر من غيرهم. و قد يُعزي ذلك إلى تأثرهم بالإكتئاب الموسميّ Seasonal Affective Disorder الذي يستهدف الملايين من الأفراد في الفصول الباردة كنتيجة لغياب ضوء الشمس الذي يصحب معه هرمون السيروتونين Serotonin كما بررت بعض الدراسات، و الذي يعد مسؤولاً عن مشاعر الاسترخاء و الراحة النفسية.

79 مشاهدة
share تأييد