ما هي الحاسة الضعيفة عند الثعبان وما الذي يساعده على التكيف على ضعفها

1 إجابات
profile/محمد-سالم-12
محمد سالم
كاتب صحفي في صحيفة السوسنة الأردنية (٢٠٢٠-حالياً)
.
١٥ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 عند النظر للنظام الغذائي الخاص بالثعابين، سنجد الأمر يتطلب حواسًا شديدة التركيز، فالثعبان حيوان زاحف من رتبة الحرشفيات، أي أن له جسم مغطى بالحراشف، ويُعد من الحيوانات اللاحمة التي تتغذى على مصادر متنوعة من الفرائس مثل الفئران والأرنب وصغار الطيور، وهذه الأصناف تتميز بسرعتها ومراوغتها، الأمر الذي يحتاج إلى حواس قوية خلال رحلة المطاردة والرصد.

وقبل الحديث عن حواس الثعبان، ينبغي لفت الانتباه إلى نظام الصيد الذي يبرز أهمية الحواس؛ فهو يتنوع  بين الثعابين السامة وغير السامة، بحيث أن الثعبان السام يكمن لفريسته بين الأغصان والأوراق أو في الأماكن التي يتوقع فيها مرور فريسته، وعند اقترابها منه يثب عليها بلمح البصر ويغرس أنيابه السامة في جسدها، فتبدأ الضحية في الترنح والخمود تاركة له المجال لابتلاعها، أما غير السامة، فتستعيض هذه الثعابين عن السم بالالتفاف على فريستها وإحكام الخناق عليها بعضلاتها القوية، ما يؤدي لاختناقها ثم ما تلبث أن تموت.

لو لاحظنا، فإن التخفي بين الأغصان أو الانقضاض على الفريسة وتثبيتها ومن ثم الالتفاف عليها، يحتاج دقة عالية في الرصد ثم القنص تضاهي الـ KGB أو CIA، ولكن ستتعجب إذا علمت أن حاسة البصر أو النظر أو الرؤية هي الأضعف لدى الثعابين! ذلك يفتح بابًا للسؤال عن كيفية تغلب الثعبان على مشكلة عويصة، فما الذي يساعده على التكيف؟

حواس الثعبان الرئيسية:

البصر

تتعدد درجات الرؤية لدى الثعابين بين من هو ضعيف الرؤية الذي يكاد لا يرى، ومن هو متوسط أو حاد الرؤية، والملاحظ أن غالبية الثعابين تعاني ضعف النظر باستثاء أنواع قليلة تعيش على الأشجار، أما الأنواع الأخرى التي تعيش في الجحور وجوف الأرض، كما يوجد بعض الثعابين التي تستطيع الرؤية بشكل مركز على نقطة واحدة مثل ثعبان آسيا السام، وبشكل عام، يمكن القول أن الثعابين لا تحسن الرؤية بشكل كاف لكنها ترى بما يكفي لإدراك بيئتها القريبة.

*لتعويض ضعف البصر، تتكيف الثعابين مع بيئتها من خلال الاعتماد على حاستي السمع والشم؛

السمع

رغم أن تركيب الأفعى الذي يخلو من وجود آذان خارجية يجعلك تفترض أن حاسته السمعية ضعيفة، إلا أن أنها تمتلك آذانًا داخلية، تستطيع بها سماع أصوات الموجات الأرضية التي تسبب خطوات الفرائس، كما أن الثعبان يستطيع عند التصاق بطنه بالأرض أن يحس بالاهتزازات التي تحدث على الأرض وفي الهواء ومن خلالها يستشعر اقتراب حيوان ما، كذلك، فإن أنواعًا من الثعابين تستطيع الإحساس بالأشعة تحت الحمراء وذلك بمساعدة أعضاء تحسس حرارية موجودة بين العينين والأنف تستطيع الإحساس بحرارة البيئة وتمييز حرارة فريستها من حرارة البيئة. 

الشم

أما حاسة الشم، فتعتبر دليل الثعبان التي يعتمد عليها في التحرك واكتشاف وسطه الخارجي، إلا أنه لا يعتمد على الأنف في أداء هذه المهمة، بل يستعمل لسانه ذو الشعبة في التذوق والشم معًا؛ فعند خروجه للصيد يقوم بإخراج لسانه من العظمة اللسانية وتحريكه في الهواء، وبه يستطيع لسانه أن يلتقط ذرات الروائح من البيئة المحيطة ويحللها فيتعرف على البيئة المحيطة وتحديد مكان الفريسة، ويعمل على مساعدته عضو يسمى جاكبسون، الذي يقوم بتحليل الروائح وإرسالها إلى المخ. 

على صعيد آخر، هناك عوامل أخرى تساعد الثعبان على التكيف مع البيئة المحيطة ورحلة البحث عن الغذاء، وأبرزها التمويه الذي يستخدمه للإمتزاج مع البيئة المحيطة بحيث يصعب على الفريسة اكتشاف وجوده، كما أن حراشف جسمه تجعله قادرًا على الحفاظ على حرارة جسده، كما أن سرعته الهائلة في الانقضاض على فريسته تكسبه عنصر المفاجأة.