الجغرافيا التطبيقية مكانها هو العالم بأسره كما قال الجغرافي البريطاني الشهير ددلي ستامب. وتعني استخدام
الأساليب الجغرافية من مسح وتحليل في حل مشكلات العالم، فالجغرافيا من العلوم الإنسانية التي تعنى بوصف الحياة البشرية، ومحاولة فَهم علاقة الإنسان بمحيطه. وتعتبر من أكثر العلوم الإنسانية حساسية لِما يجري في المجتمع من أحداث، وما يعتريه من مشكلات؛ وذلك
لاتصالها بالإنسان وعلاقته بالبيئة، وما ينشأ بينهما من تفاعلات، وما ينتج عنهما من مشكلات.
مجالات الجغرافيا التطبيقية: لعل
أهم المجالات التي أربطها في ذهني بالجغرافيا
هي العمارة والتخطيط الحضري، حيث الهندسة المعمارية تبحث في علاقة الإنسان مع بيئته وإذا أردنا عكس الجغرافيا على ذلك فهما يعملان معاً بشكل تكاملي لخلق مكان يستطيع الإنسان العيش فيه براحة، ويمكّنه من ممارسة أعماله ونشاطاته، إضافة إلى توفير الراحة والأمان والخصوصية.
كما ويرتبط كل من
المناخ والطوبوغرافية بالهندسة المعمارية بشكل مباشر، وهذا واحد من تطبيقات الجغرافيا وعلاقتها بالإنسان والبيئة، فالتوظيف الأمثل لطوبوغرافية الأرض وعناصر المناخ من ناحية الإنارة واتجاه الرياح ومعدلات الهطول ودرجات الحرارة والرطوبة عند تصميم أي مبنى يشكل منظومة بيئية متكاملة ومتوازنة.
وبالتوافق مع البناء السكني فإن أهمية الجغرافيا التطبيقية تعتبر مهمة في
عالم الصناعة، فاتجاه الرياح يحدد أماكن إنشاء المصانع التي ينتج عنها تلوث للجو، وموقع موارد المياه يكون لاختياره الأولوية لإنشاء المصانع عنده، وإذا احتاج المصنع لمواد خام معينة ذات تكلفة نقل عالية فإنه من باب أولى إنشاء المصنع بالقرب من تلك المواد، وهكذا.
ولا ننسى
التجارة، فمثلاً التجارة المتعلقة
بالمحاصيل الزراعية، يتم فيها التبادل التجاري بين الدول والأقاليم اعتماداً على مناخ كل منطقة فكل منطقة لها أنواعها الزراعية التي تتكيف معها وتنبت فيها بالتالي تختلف المحاصيل والإنتاج من دولة إلى أخرى.
إضافة إلى اختلاف
الثروات المعدنية اعتماداً على جغرافيا المناطق ونوع الصخور فيها والظروف الطبيعية التي تعرضت لها مما ينتج عنه اختلاف في نوعية الصناعات والإنتاج مما ينتج عنه نشاط للحركة التجارية بين الدول.
وقد ازدادت قيمة الجغرافيا التطبيقية في العصر الحاضر وذلك بالنظر لكثرة المشاكل التي تواجه المجتمعات، ابتداءً من المخاطر الطبيعية، مثل: الفيضانات والجفاف والزلازل. والمخاطر البيئية، مثل: إزالة الغابات والأمراض والتصحر. والقضايا الإنسانية، مثل: الجريمة والفقر والبطالة.
وإذا أردت
التوسع في المعلومات المتعلقة ببعض المجالات خاصّة
الصناعة والتجارة والحروب، يمكنك قراءة الفصل التاسع من كتاب:
"المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة “لـ:
محمد محمود محمدين، من خلال الرابط أدناه:
الجغرافيا التطبيقية.
منهجية البحث في الجغرافيا التطبيقية:
هناك
مراحل أساسية توصَّل إليها الباحث الجغرافي العراقي
مضر خليل عمر - في مقالته
"الجغرافيا التطبيقية ما لها وما عليها" ينبغي تتبُّعها في الجغرافيا التطبيقية، وتتمثل في:
مرحلة الوصف، والتي تعني تحديد المشكلة وما يتعلق بها؛ مِن جمْع البيانات، وتحديد التقنيات، وعمل المسوحات والاستبانات، وبالطبع قبل هذا تحديد مجتمع الدراسة. ثم تأتي
مرحلة التفسير، وهي التحليل لاستيعابٍ الوضع الراهن وما سيكون عليه في المستقبل، واستكشاف العلاقات بين المتغيرات، وتحليل الأنماط.
بعد الوصف والتفسير يأتي
التقييم، من خلال تطوير بدائل من الإجراءات، وتقييم خصائص هذه البدائل وإجراء اختبارات للمقارنة بينها وتحديد درجة التوافق مع الأهداف لكل منها، ثم
وصف العلاج، وذلك بتقديم مقترحات وبرامج لمتخذي القرارات، وتكون مُجدولة وعلى شكل رسوم وخرائط، ثم يأتي
تضمين القرارت والمتابعة.
وهذا بالفعل ما كنا نقوم به (على سبيل المثال) عند قيامنا بتصميم أي مشروع معماري في المرحلة الأولى قبل بدء مرحلة التصميم، وهي ما تسمى بمرحلة
تحليل الموقع وجمع البيانات المتعلقة به.