قد يبدو حب الأدب أمرًا اعتياديًا بين الناس. هناك من يراه شعرًا وروايات، وهناك من يشبع جوعه للأدب من خلال القراءة فقط. وهناك من هم يميلون أكثر لأن يتعمقوا في المجال؛ فيقرأون عن حياة الكتاب والشعراء والروائيين. وهناك من لا يكتفي بالقراءة والبحث، بل يرغب في دراسة مجال الأدب بشكل متعمق أكثر وجدي أكثر.
على الرغم من أن العمل في مجال الأدب بشكل رسمي كوظيفة حكومية مثلًا لا يتوفر كثيرًا، إلى أن هنالك تخصصات جامعية تختص بالأدب. وبينما تبدأ المسيرة الدراسية بتخصص الأدب العام (البكالوريوس). ولكن التخصصات الأكثر تحديدًا واختصاص تكون للدرجات الأعلى من مثل الماجستير والدكتوراه.
تخصص الأدب لا يقتصر على لغة واحدة، فهنالك العديد من اللغات التي يُدرّس أدبها في الجامعات، وبالطبع لا يوجد جامعة واحدة تحوي اللغات كافة، إلا أنك تستطيع أن تجد أدب اللغات العالمية كأدب اللغة العربية، وأدب اللغة الإنجليزي، وغيرها من اللغات الواسعة الإنتشار.
إن رغبت في دراسة أدب اللغة العربية كمثال في مرحلة البكالوريوس، فإنك سوف تدرس أنماط عديدة من الأدب على شكل مواد. أي أنك من الممكن أن تغطي أغلب أشكال الأدب في هذا التخصص، إنما يبقى الأمر بصورة عامة. هناك مواد مثل الشعر والذي ينقسم إلى قديم جاهلي وحديث معاصر، وأنظمة الشعر من نظام قديم ونظام حديث، وكذلك المقامات الأدبية. وهناك النثر بأشكاله؛ الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والخطابة والخاطرة والرسالة. وبالطبع هناك تاريخ الأدب منذ العصر الجاهلي وعلى مدار عصور عديدة حتى يومنا هذا.
ولا يقتصر الأمر على ما سبق، بل على الطالب أن يتعرف على قواعد وأصول النحو والصرف. ويشمل ذلك أقسام الكلام والإعراب النحوي ووجوهه كمفردات وحروف وجمل. وغير ذلك قد تتطرق لدراسة البلاغة وتاريخها وإعجازها. وبما أننا نتحدث عن اللغة العربية فستتطرق خلال دراستك للقرآن الكريم، والفقه اللغوي العربي. وهنالك علم اللغويات وعلم الجمال، وأخيرًا النقد والبلاغة.
لا شك في أنك ستجد بعض الاختلافات بين جامعة وأخرى، واختلافات غيرها بين كل بلد وآخر. وهذا الأمر يكون واضحًا بين جامعات البلدان التي تتحدث اللغة العربية، وتلك البلدان الأعجمية التي لا تتحدثها. ربما تجد موادًا بمسميات مختلفة، وربما تجد موادًا أخرى زائدة، وغيرها ناقصة، وغيرها لم يُذكر. وذلك ليس بمشكلة، إذ أن الاختلاف هذا نابع عن طبيعة الجامعة التي تقدم هذا التخصص.
وعليك أن لا تنسى أن اللغة العربية مجرد مثال على تخصص الأدب الجامعي، فهناك أيضًا لغات عديدة أخرى. وستجد هنا فرقًا كبيرًا وواضحًا، حيث أن اللغة العربية تحمل أمورًا أخرى لا تجدها عن باقي اللغات مثل علوم القرآن والبيان والبلاغة. وحسب رأيي، فإن النحو والصرف يكون أبسطًا في اللغات الأخرى. إنما تشترك اللغات بامتلاكها لأغلب أشكال الأدب من شعر ونثر وتاريخ أدبي مهما كان بسيطًا أو ضخمًا. وتقدم أيضًا هذه التخصصات نبذة بسيطة عن الأدب في اللغات الأخرى بشكل بسيط وسريع، إنما يُعتبر علمًا مهمًا على كل حال.
فيما بعد مرحلة البكالوريوس، يصبح بإمكانك التخصص بأحد أشكال الأدب. أي أنه يمكنك دراسة الشعر في لغة معينة فقط. أي الشعر بجميع أشكاله وأزمانه وقواعده وبحوره. وهذا الأمر يعتمد بالطبع على كل جامعة وماذا تقدم من تخصصات مفصلة للأدب.
وهناك أيضًا بعض التخصصات التي تقدم نقد الأدب كتخصص جامعي مستقل. وبالطبع عليك أن تكون قد درست الأدب سابقًا حتى تستطيع أن تتمكن من النقد لاحقًا، حيث أنه يعتمد عليه بشكل كلّي.