ما هي الأمور التي تعلمتها من أزمة كورونا؟

- كوني طبيب: ازداد علمي وخبرتي وإيماني بالله أولا وبقدرة ثقافة المجتمع على مواجهة المصائب العامة والخاصة, وأن العلاج الدوائي يأتي في آخر المطاف
- كوني إنسان قبل أن أكون طبيب: ** جرعة إيمانية مضافة
** الصحة تاج على رؤوس الأصحاء يجب أن نعرفها بأن نتخيل أنفسنا مرضى
** النظافة (للنفس والجسد والبيئة) هي حجر الأساس للصحة
** تغيير إجباري في العادات الإجتماعية قد نحافظ على جزء منه
** الفرق بين الهزيمة والنصر صبر ساعة
** عادات غذائية صحية إجبارية آمل المحافظة عليها لاحقا
** التواضع والنزول عن الشجرة لمستوى خلق الله والتقارب بين الحاكم والمحكوم بعد فترة من التباعد الإجتماعي أثناء الأزمة
** الناس سواسي ولن تفيد العنصرية والفساد أصحابها إلا قليلا من حطام الدنيا قبل الخلود في نار جهنم
- يطول الحديث, ولكن المرجو ألا تعود حليمة لعادتها القديمة تماما

أزمة فايروس كورونا التي تعاني منها كافة دول العالم تقريبا، تسببت بتغيير الكثير من المفاهيم لدى الناس. كما وأنها أيضا منحتنا العديد من الدروس التي يجب أن نستفيد منها.
فمن ضمن الأشياء التي تعلمتها شخصيا في هذه الأزمة ما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم :
أعتقد أن الصيغة الأنسب للسؤال : ما هي الأمور التي تعلمتها إلى الآن أو تتعلمها الآن من أزمة كورونا ؟
والسبب : أنه عندما تنتهي هذه الأزمة بإذن الله تعالى يمكن أن تكتمل الصورة للإجابة عليه وقتها وبصورة تختلف عن الآن .

ويمكن تلخيص بعض الدروس إلى الآن :
* كورونا يجمعنا ( رغم أنف المتضادين المتنازعين في العالم هناك مساحة وأرضية تجمعنا كعالم واحد ردا على كل من يقول باستحالة اجتماع العالم على هدف واحد ورؤية واحدة لتحقيق الخير والعدالة )

* أوهامنا تحكمنا ( التحكم الوهمي من أسوأ العوارض التي يمر بها إنسان اليوم وسرعان ما زال التوهم لعارض أقوى في دنيا المادة المحسوسة فتعاملنا مع الأخبار التي تتعلق بوجودنا بجدية وحزم وصرنا نقبل بتنازلات عن الأوهام والبهرجات المزيفة التي تغرقنا وتملأ عالمنا الوهمي من حواجز وحدود التي تكسرت أمام صخرة كورونا
زالت كل تلك البهرجات التي قيدتنا وكبلتنا والضرائب التي كنا نفرضها على أنفسنا إضافة لضرائب حكوماتنا )

* العيش ببساطة ( العيش بأيسر المعاش وبأقل التكاليف ونصنعه بأيدينا حتى لا يعبث بنا الغرباء التجار الدعائيون لقد عبثوا في صحة الإنسان بمخهم التجاري والعقلية الانتهازية لنهب أموال الناس زورا وبهتانا بدعايات مغرية يحسبها الظمآن ماءً )

*الضعف والنقص الفطري ( فالإنسان مهما بلغ وظن في نفسه أن لن يموت فهناك ما يهدد وجوده في أقل من اللحظة أو كلمح بالبصر ، الإنسان ضعيف في إمكانياته وفي حجمه وفي تصرفاته وفي عقله أمام هالة الكون الوسيع والفضاء الانهائي وأمام ما لا يرى ولا يقبض ، والحاجة الفطرية إلى الكمال عمق المعنى ذلك الفيروس الكوروني )

*الاطمئنان سيد الموقف ( دائما الهلع بعد الخوف يدفع بالإنسان إلى إخراج الغرائز التي كان يعيب بها على البهائم لأجل البقاء وها هو الآن يتعرى أمام كورونا بدون أي حجاب أو حتى أندروير في هجومه على الآخر في سبيل تقديم مصلحة وجوده على مصلحة وجود الآخر ... وهنا يأتي دور الإيمان بسيد الوجود وفعله وحكمته المطلقين ويورثه اطمئنانا في التعامل مع الأزمات مهما عظمت وتضخمت وتفاقمت وكبرت وطالت واستطالت فهو يؤمن بوجود القدرة المطلقة المتنفذة ويتعامل بالأسباب التي أوجدها موجد كورونا وخالقه وسيده إنه الاطمئنان الذي يبحث عنه السعداء إنربيس )

* العناد أزمة نفسية ( هناك العديد من العوامل التي تجعل من الإنسان يتخذ مبدأ عدميا تجاه الوجود وقد يصل به الأمر إلى عدم وجود تفسير لنفسه في مواقفه المكابرة عن التعامل مع الوجود ضمن منظومات قيمية إيمانية لكن الوحش كورونا كشف عن حقيقة مؤلمة في النفس الإنسانية عندما يعتريها الطبيعة الشيطانية بل وتفوق شيخها الشيطان في المكابرة فيرى الناس حقيقة العناد ومعناه يتجلى على ملاحم كورونا )

والدروس لا تنتهي على أمل اللقاء مرة أخرى بعد انسحاب هذه الموجة إن شاء الله تعالى 

أفضل ما يمكن تعلمه من مرض الكورونا، أن الله بيده مفتاح الخير والشر وأن " ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما "
وأن " وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ "
وأنه يجب على الإنسان ألا يغتر برخاء العيش، ويجب دائماً أخذ الاحتياطات والحذر وتجهيز الامور لما هو قادم، وأنه  "قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ"

من الامور المهمه التي تعلمتها هي انني ادركت جدا قيمه العائله التي هي بالنسبه لي شيء طبيعي اما الاشياء الفعليه التي تعلمتها 
اولا منذ بدايه الازمه بدأت بتعلم لغه برمجه جديده وهي لغه البايثون وتعمقت فيها جدا حيث اني اقوم بتطبيق الكثير من الاكواد للتمكن من المواضيع 
ثانيا في مجال المنزل قمت بتعلم الكثير من طرق صنع الحلويات واتقنتها 
قرأت كتابين في هذه الفتره الاول عن الاطفال وكيفيه التعامل معها وكتاب فن اللامبالاه جميل جدا 

قيمة جعل المنزل مكان مريح للشخص  وقابل للعيش فيه وممارسة الحياة بشكل طبيعي في حال عدم قدرة الأشخاص الخروج منه
تقدير النعم التي كنا ناخذها كمسلمات، ولا نستطيع القيام بها حاليا
المسؤولية الجماعية على كل الأفراد باتباع القوانين حتى لا يقوموا بايذاء أنفسهم وايذاء الآخرين حيث أن الأخطاء التي قد تحصل لا تقتصر فقط على الفاعل، فعليا التعاون والالتزام
القيام ببعض الأمور في المنزل افضل من الاعتماد على أشخاص آخرين للقيام بها لدواعي كثيرة

ما تعلمته من ازمة كورونا انه يجب ان نحمد الله بشكل يومي على ابسط النعم التي كانت في نمط حياتنا اليومية دون ان نلتفت الى انها نعمة بحد ذاتها
و ان الصحة في العالم اجمع هي مفتاح الحياة و التي تحركها
لذلك يجب ان نعتني بأنفسنا جيدا و نحاول بشكل دائم ان نغير من نمط حياتنا لتصبح صحية

كما ان الناس تساوت بعد الكورونا فجميع الاشخاص على اختلاف عقائدهم و اولوانهم و طبقاتهم الاجتماعية
لذلك نحن كبشر لا داعي لان نغتر و ان نعي جيدا ان الله لا يميز بين انسان و اخر عند الابتلاء
و انه في الوقت الذي نشعر به بالرخاء يجب ان نساعد غيرنا

اكتشفت ان الحياة توقفت عند فيروس
و تذكرت الاية الكريمة من سورة الاسراء
وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37)

الدروس التي يمكن ان نتعلمها من ازمة كورونا لا حصر لها في حيققة الامر , الا انني شخصيا اعلم بعض الدروس التي تعلمتها شخصيا من تلك الازمة , و اهمها , ان نمط حياتي الطبيعي كان نعمة كبيره من الله تعالي , اتمني ان اعود لها حاليا , و من ناحية اخري , تعلمت انه لا توجد دول كبيره و دول صغيره , فهو درس للعالم اجمع ان اكبر الدول في العالم تعاني حاليا الامرين من ازمة انتشار كورونا , و اخيرا , ايقننا جميعا ان الامل الوحيد في بقاء البشرية هو العلم وحدة , فلا يكمن سر بقائنا في الاسلحة و لا الحروب , وانما في العلم , بالعلم وحدة تحيا الامم . 

من عملي كشيف تعلمت كيفية إدارة الأزمات و استغلال المواد الموجودة بتدبير محكم لتحضير الأطباق المختلفة و الاستفادة من وقتي في تعلم الوصفات الجديدة التي لا تحتاج الكثير من المواد و يمكن صنعها بسهولة في المنزل 
و ندعو الله أن تمر هذه الأزمة بخير و أن يرفع عنا الوباء