لست ساحرا و لا مشعوذا ! لكنني متأكد من أنك أمضيت أياما و أنت ترعى الثعبان كي يكبر على هاتفك المتنقل في طفولتك أو مراهقتك ، أعني لعبة الثعبان Snake Game على هواتف نوكيا Nokia الشهيرة .
في عام 1998 كانت شركة الهواتف الشهيرة -نوكيا- هي الشركة رقم واحد على مستوى العالم في مجال الهواتف المحمولة . بحلول عام 2007 استطاع العملاق الفنلندي ابتلاع نصف السوق ، و ترك لبقية الشركات التنافس على النصف الآخر ! لم يكن بمقدور أي من الشركات أن تنافس نوكيا ، فهذا الوحش ينمو بشكل مخيف ، و يحقق أرباحا و نجاحات لا يمكن تصديقها!
بحلول عام 2013 تغير كل شيء ، انخفض استحواذ نوكيا على السوق من 50% إلى 5 % فقط ، هذا لا يصدق! كيف لهذا العملاق الذي لا يضاهى أن يركع على ركبتيه ، و ما هي الأخطاء التي هوت بنوكيا من برجها العاجي؟
ارتكب المسؤولون في نوكيا خطأ كارثيا ، حين رفضوا مواكبة العالم الذي تغير أسرع منهم . كان واضحا أن العالم يتجه للهواتف الذكية عوضا عن التقليدية ، لكن نوكيا ما زالت مؤمنة بهواتفها التي أدهشت العالم و سحقت المنافسين و خطفت السوق لصالحها . بدأت الشركات التي لم تحلم بمنافسة نوكيا بالنمو بعد تبنيها الهواتف الذكية ، الوحش الفنلندي لم يتعلم الدرس ، ما زال متمسكا بمنتجاته ، لم يؤمن بأن العالم سيتغير ، لاحظت الشركة نمو الشركات التي تبنت الهواتف الذكية ، أسهمها بإنخفاض و أسهم المنافسين تلوح في الآفاق ! هنا حطم غرور نوكيا بمنتجاتها و جمودها كل نجاحاتها . إذا أردت أن تبقى في القمة أو أن تصلها ، فكر كيف تسبق خصمك بخطوة . البقاء للأكثر تأقلما لا للأقوى ، تعلم أن تتأقلم مع تغيرات الحياة و أن تعايش تقلباتها و ستنجح .
39 مشاهدة
