ما هي الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخيل وما هي أفضل الخيل بحسب وصفه

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٢ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أحاديث في فضل الخيل:

الخيل من الدواب المفضلة التي جاءت الشريعة بالأمر بالاعتناء بها ورغبت اقتناءها وجعلت البركة فيها، وذلك لفائدتها العظيمة في الجهاد في سبيل الله، فسلاح الفرسان في المعركة كان من أقوى الأسلحة وأشده وأنفعه للجيوش، لما للخيل من قدرة على الركض والذهب والمجيئ والمناورة بخلاف غيرها من الدواب.

فمدح الشريعة لها ليس لذاتها وإنما لأنها وسيلة إلى أداء عبادة عظيمة بها نشر الإسلام والدفاع عنه وهي عبادة الجهاد.

وقد أقسم الله بها في كتابه في مطلع سورة العاديات في قوله ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا)

أما الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل الخيل فمنها:

1. عن جرير بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرس بأصبعيه وهو يقول: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الأَجْرُ وَالمَغْنَمُ" (متفق عليه وهذه رواية مسلم)  

2. عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا، فَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا، وَادْعُوا لَهَا بِالْبَرَكَةِ، وَقَلِّدُوهَا، وَلَا تُقَلِّدُوهَا بِالأَوْتَارِ" (رواه أحمد في المسند) وقد نبه العلماء أن هذه الفضيلة إنما هي للخيل التي اتخذها أصحابها للجهاد عليها في سبيل الله أو لغرض محمود وليست لكل خيل أو من اتخذها فخراً وخيلاء.

3. عن سهل ابن الحنظلية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْمُنْفِقَ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَالْبَاسِطِ يَدَيْهِ بِالصَّدَقَةِ لَا يَقْبِضُهَا» (رواه أحمد في المسند).

4. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال " الْخَيْلُ ثَلاَثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَلِرَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَيُعِدُّهَا لَهُ، فَلاَ تُغَيِّبُ شَيْئًا فِي بُطُونِهَا إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرًا، وَلَوْ رَعَاهَا فِي مَرْجٍ، مَا أَكَلَتْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا أَجْرًا، وَلَوْ سَقَاهَا مِنْ نَهْرٍ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ - حَتَّى ذَكَرَ الأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا وَأَرْوَاثِهَا - وَلَوْ اسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ،..) (متفق عليه)

فالحديثان الأخيران فيها أجر من اقتنى الخيل للجهاد في سبيل الله وهذه الأجور تبين فضيلة الخيل ذاتها، فلم تذكر هذه الأجور في اقتناء الجمال أو غيرها من الدواب

أفضل الخيل بحسب وصفه:


جاء في الحديث عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (خيرُ الخيلِ الأدهَمُ الأقرَحُ الأرثَمُ، ثمَّ الأقرَحُ المُحجَّلُ طَلقُ اليمينِ، فإن لم يَكُن أدهَمُ فكُمَيْتٌ علَى هذِهِ الشِّيَةِ) (رواه الترمذي وصححه)

فهذا الحديث يخبرنا النبي فيه بأفضل الخيل حسب وصفه وجعلها على ثلاث درجات:

- فأعلاها درجة وأفضل الخيل هو ما جمع ثلاثة أوصاف:
أن يكون أسود اللون، وهذا معنى الأدهم.
في جهة بياض ولكنه أقل بياض الغرة، وهذا معنى الأقرح.
وفي شفته العليا بياض، وهذا معنى الأرثم.

- وفي الدرجة الثانية: الأسود (الأدهم)، في ووجهه بياض (الأقرح)، وفي قوائمه الثلاث بياض (التحجيل) باستثناء قائمته اليمنى.

وقد روي في فضل هذا النوع من الخيل حديث وهو  «إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْزُوَ، فَاشْتَرِ فَرَسًا أَغَرَّ مُحَجَّلًا مُطْلَقَ الْيُمْنَى، فَإِنَّكَ تَغْنَمُ وَتَسْلَمُ».

- وفي الدرجة الثالثة: الخيل الكميت: يعني الذي جمع في لونه بين الحمرة والسواد، وقيل أن السواد يكون في أذنيه وعرفه وباقيه أحمر اللون.

والله أعلم