ما هي الأبعاد الاقتصادية لهجرة العقول العربية إلى الخارج

 في البداية ما يمكن قوله أن هذه الهجرة سينتج عنها ضياع الجهود والطاقات الانتاجية والعلمية لهذه العقول وبالتالي ضعف وتدهور الانتاج العلمي والبحثي في وطننا ، وهذا كله بسبب البطالة والتدني الكبير في مستوى الدخل وضعف الانفاق على البحث العلمي ، ولا يوجد مؤسسات بحثية عربية قادرة على احتواء الشخص الكفؤ ، وفشل الاوطان العربية في توفير الجو العلمي لهم والابداع والاستفادة من قدراتهم العلمية ، وكذلك لا يوجد فرص عمل لهم وهذا يولد لديهم الشعور بالاحباط واليأس . 

بالإضافة إلى ذلك ومن المثير للأهتمام القول أن المستفيد الأكبر من هذه الهجرة الدول الغربية التي توفر لهم الحياة الأفضل والامكانات الاكبر والشهرة العالمية الواسعة ، والدول العربية هي التي تدفع الثمن فهذا يقلل من رصيدهم الفكري وقدراتهم البشرية ، وحسب الدراسات والاحصاءات العلمية أن هذه الظاهرة في ازدياد فأن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون بالخارج لا يعودون الى بلدانهم الاصلية ، وأشارت الدراسات أن 34% عدد الاطباء في المملكة المتحدة هم أطباء عرب .

وبالنهاية لا بد من وضع استراتيجية عربية للتعامل مع هذه المشكلة سواء من قبل الجامعات أو مراكز البحوث أو مؤسسات الاعمال والقطاع الخاص ،  فما نشهده في أغلب الدول العربية تزايُـد القيود المفروضة على حرية ممارسة البحث العِـلمي والفكري الحر ، وهذا ما يترتّـب عليه شعور مُـتزايد بالإغتراب للكفاءات العلمية والفكرية العربية داخل أوطانها وترقّـبها فرص الهجرة إلى الخارج، حيث يُـهاجر نحو 20% من خرِّيجي الجامعات العربية إلى الخارج، بسبب القيود المفروضة على حرية البحث العِـلمي والتفكير الحُـر. 

المراجع :

https://www.swissinfo.ch/ara/%D8