أهم الآثار النفسية المترتبة على الغدر فقدان الثقة، فالشخص المغدور هو شخص سيكون غير قادر على أن يقدم الثقة ويكتسبها من جديد ويترتب على هذا الأمر الشعور بالخوف والتوتر والقلق وفقدان الأمن بالبيئة المحيطة لأنه وعند النظر إلى الشخص القريب والذي استطاع أن يقوم بالغدر فالعقل سيوجه سؤال وهو ماذا يمكن أن ننتظر من الغريب ومن البيئة التي لا نعرفها من حولنا.
فقدان الثقة يؤثر وبشكل من الأشكال على الحالة العاطفية للشخص مما يترك الأثر النفسي السلبي المتمثل بتغير الحالة المزاجية والتعرض لحالات من الإنكار والغضب والحزن وفقدان القدرة على التعبير عن الذات نتيجة الشعور بالصدمة مما يزيد وبشكل كبير على تطور بعض الأعراض مثل الاكتئاب أو اليأس أو فقدان الأمل.
زيادة الشعور بالسلبية؛ إن الغدر يطور من الرؤية السلبية لدى الشخص المغدور حيث أن حالات الغدر سبب في إثارة المشاعر السلبية التي تجعل من الشخص مغمض العينين والفكر وغير قادر على التفاعل بطريقة إيجابية مع المحيط، فهو سيرى السلبية في كل ما حوله ولا يمكن أن يتخلص من هذه السلبية إلا في حال تعامل مع عقله بطريقة إيجابية.
الشعور بالتشتت وفقدان التركيز؛ فالشخص المتعرض للغدر سيكون غير قادر على تقبل الأمر مما يزيد من التفكير لديه بطبيعة العلاقة وما كان يقدم وكيف تم مقابلته هذا التفكير يزيد من التشتت والقلق وعدم القدرة على التركيز ويزيد من الشعور بالضغط والتوتر من ناحية أخرى لعدم القدرة على النجاز والتركيز والاستيعاب.
فقدان القدرة على التنظيم الذاتي؛ التعرض للغدر سبب في جعل الشخص المغدور تحت تأثير ضغط السلوك السلبي فهو غير قادر على تنظيم ذاته من جديد وغير قادر على نقل الثقة للمحيط من حوله من جديد وذلك نتيجة فقدان القدرة على تنظيم المشاعر وتوجيه ألوم للنفس، وتحمل مسؤولية الأمر على نحو خاطئ.
تدني تقدير الذات؛ في بعض الحالات يكون الغدر سبب في تدني تقدير الذات لدى بعض الأشخاص خاصة عندما يبدأ الأشخاص المغدورين بلوم ذاتهم وجلد ذاتهم وتحمل مسؤولية ما قام به الآخرين من سولك غادر، وهنا نجد الشخص أصبح سجين الأفكار السلبية والهوس وأصبح ينظر لذاته بصوره متدنية وسلبيه وأصبح غير قادر على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين لأنه يرى فيه نفسه النقص والضعف وقد يتطور هذا الأمر ليصل لمرحلة العزلة الاجتماعية والابتعاد عن النفس والشعور بالنقص والوحدة، فنتيجة تدني تقدير الذات سيبدأ الشخص بالشعور بأنه ينقصه الكثير ولذلك هو تعرض للغدر أو أنه شخص غير كفؤ، أو أنه شخص لا يمتلك المقومات التي تجعل من الشخص الآخر يثق به ولا يقابله بالغدر.
وللتعافي من هذه الآثار عليك:
الوصول للأسباب الحقيقية للغدر؛ حتى تتمكن من الشفاء والتعافي من الحالة النفسية السلبية التي أدت للغدر لا بد من الوقف على الأسباب المؤدية له وفي غالب الأحيان يكون الغدر سببه تباع للشخص الذي صدر عنه الغدر مما يخفف عنك وطأة الأمر ويجعلك تشعر بأنك غير مذنب، وهنا تعامل مع عقلك ولا تلوم نفسك على ما قدمت ففي نهاية الأمر الغدر يؤذي صاحبة أكثير مما يؤذيك أنت لا تزل شخص صالح وقادر على الحب والعطاء والالتزام بينما الشخص الغدار هو شخص فاقد للضمير وللمشاعر وغير قادر على العيش بطبيعية.
سامح؛ حتى تتمكن من تجاوز الحالة النفسية والمشاعر السلبية وتتعافى من الغدر طور الرحمة والمغفرة، لأنه ومن خلال المسامحة ستكون قادر على النسيان والمضي قدمًا في هذه الحياة.
تخلص من الغدر؛ لا تجعل من الغدر موضوع نقاس وموضوع حياه بالنسبة لك انظر له على أنه أمر وانتهى وانتهت العلاقة التي كان ضمنها الغدر وامضي قدمًا لا تندب حياتك وجظك وابتعد عن الحديث المستمر في الأمر وانظر للأمر بحجمه الذي يستحقه ولا تعطه أكبر مما له من قيمة، وابتعد عن التمركز حول الذات حتى ترى الغدر بواقعية لا بنظرة شخصية وابتعد عن إسقاط كل الأمور على المستوى الشخصي حتى تتمكن من التعافي.
اعمل على إعادة بناء ما لديك من ثقة اتجاه نفسك في حال تضررت ولو بقدر بسيط انظر لنفسك بفخر واعتزاز ولا تحاول أن تنقل أثر الضرر على الثقة بالآخرين ولا تعمم التجربة.
حالو إيجاد علاقات جديدة تتفق مع ما لديك من إيمان ومعتقد مثل الصدق والولاء والانتماء في العلاقات، ولا تجفل من بناء علاقات جديدة لكن اجعلها تبنى ببطء ولا تجعلها سريعة.
تخلص من الأشخاص الغير موثوقين في حياتك لأن الأشخاص غير الموثوقين سيكونون سبب في زيادة شعورك بالألم النفسي.
لا تقابل الغدر بغدر؛ اصفح وتجاوز واعلم أنك بما تقم به من فعل مسامحة تقوي شعورك بالثقة بالنفس وبأنك قادر على التحكم بنفسك وبمشاعرك وبعقلك.
اهتم بما لديك من أهداف وحياة ومستقل ولا تتوقف عند فعل غدر من أي أحد ومهما كان مقرب، لكن اعلم أن الأمر يحتاج لبعض الوقت لن أقول لك أن لن تشعر بالحزن والغضب إلا أنه لا يجب عليك أن تسمح لنفسك بأن تتمادى بهذه الشعور بطريقة تكون فيها سجين تعامل مع مشاعرك واعترف بها واعترف لنفسك بأنك تشعر بالضيق لكن بعدها ضع الحدود العقلية والنفسية التي تتحكم من خلالها بنفسك.
قد تحتاج في بعض الأحيان للتحدث في الأمر لشخص موثوق تحدث للآخرين وتحدث لنفسك وعندما تشعر بالقوة توقف عن الحديث حتى لا ينقلب أثر الحديث عليك ويؤثر بشكل سلبي.