أقتباس “يُريدُ المضطهِد أن يقمعَ شيئاً محدداً في المضطَهد هو جوهر حياته, أو أحد أهم المستلزمات لحياته, لأنه يريدهُ نصف حي. النصف الآخر "الزائد" هو الإرادة أو الحرية والكرامة. وهذه فوائض من المضطَهد لا يريدها المضطهِد"
.
يحتوي الكتاب على عشرين فصلًا يبحث فيها الأديب والشاعر، الروائي والمترجم السوري ممدوح عدوان عن قضية مهمة وهي حيونة الانسان او الاصح تحوين الانسان وقد يُساء فهم العنوان ويأخذُ البعض جانب ذمه لتشبيه الانسان بالحيوان (بالنسبة للطرفين) فقد شاركتُ قبل فترة في تعليق أنني اقوم بقراءة هذا الكتاب وكانت الردود عن إن الحيوان افضل من الإنسان فهو لا يقتل الا بسبب ولا يعذب ضحاياه قبل قتلها وانصح بقراءة الكتاب لفهم المعنى فالكاتب يبرر هذه التسميه ويعتذر للحيوان في فصول كثيرةٍ لكون الافعال الواردة فيه لا تشبه الإنسان.
.
بداية لقد اسات فهم العنوان إنهُ لا يتحدث عن تحول الانسان بتصرفاتهِ الى حيوان بل كيف تحول؟ وتحت أي ظروف سيئة؟ فما الذي جعله يتقبل كل الاشياء السيئة والقبيحة التي تحدث الان قتل تعذيب دمار اذلال استبداد استغلال .... الخ فيتطرق الكاتب للمواضيع التي قد لا تمت للانسانية بصلة. مدى الخسارة التي تجرعها الانسان (بدون ادراك) بسبب هذه المجتمعات القمعية والاشياء السيئة التي تحدث بشكل يومي تقريبا فينحدر الانسان الى شيء لا يشبه شيئًا في الإنسانية. فتعود الانسان على العنف آفة مرعبة!
دراسة أدبية في النفس البشرية المحبة للعنف والسلوك العدواني والمستمتعة بالتعذيب والام الانسان الاخر، وتأثير العنف في نفس المعنِف والمعنَف والتعذيب وأسبابه عبر العصور. ولكون الكاتب أديب فكانت رؤيته واستشهاداته في الاغلب من الروايات وابطالها يقتبس،يطرح المواضيع ويناقش.
وبالرغم من الموضوع الجاف والمؤلم، والحقائق الصادمة التي يطرحها الكتاب الا إنك لا تجد صعوبة في قلب الصفحات ربما بسبب تسلسل الافكار الرائع والتي كانت مثل السلسلة فلا تفهم الفصل التالي قبل فهم السابق.
.
✨ لا تقييم لهذا الكتاب فإني متأكدة ان كل قارئ سيقرأه بطريقة مختلفة، لدي مآخذ كثيرة على الكتاب اوافق الكاتب احيانا واحيانا اخرى لا اوافقه الرأي ولكنه كتاب مفيد استفدت منه في معرفة الكثير من اسماء الكتب وأيضًا بعض المفاهيم التي لم اكن أعرفها سابقًا. الكتاب يحتوي على فكرة رائعة ويناقش المشكلة المتأصلة للعنف فمنذ البداية كان العنف حاضرًا بشكل دائم ولكنه يجعلك تتعرف على نفسك وعلى حدود الانسان والى اين يمكن ان يصل في الشر والتسلط.
11 مشاهدة
