يتم صناعة أجنحة الطائرات بشكل يسمح للهواء في التحرك فوق الجزء العلوي منها بشكل أسرع، وعندما يتحرّك الهواء بشكل أسرع ينخفض ضغط الهواء، وبالتالي يُصبح ضغط الهواء فوق الجناح أقل من الضغط أسفله، وهذا الاختلاف في الضغط هو ما يمنح الجناح القوة حتى يطير ويحمل الطائرة لأعلى، ومن هنا نكتشف أن للضغط الجوي دور أساسي في عالم الطيران، وكما أن الرياح ودرجة الحرارة وضغط الهواء والرؤية كلها عوامل مهمة في كيفية تحليق الطائرة وفي كيفية قيادة الطيار للطائرة والالتزام بالرحلة.
مع زيادة الارتفاع ينخفض الضغط الجوي بمقدار واحد زئبق (وحدة قياس الضغط الجوي) لكل 1000 قدم (وحدة قياس الارتفاع)، ومع انخفاض الضغط يصبح الهواء أقل كثافة، ويُزداد ارتفاعه، وعندها يكون لكثافة الهواء والضغط الناتج عنه تأثير واضح على الطائرة بحسب الآتي:
- مع الارتفاع لأعلى تنخفض درجات الحرارة، وبالتالي يقل الضغط الجوي، وبالتالي يتم صنع حركة في الغلاف الجوي بشكل رأسي وأفقي، وينتج عنه تيارات هوائية ورياح تؤثر على حركة الطائرة.
- عندما تقلع الطائرة تحتاج للمشي مسافة معينة أفقياً على الأرض قبل الإقلاع؛ حتى تسمح للهواء بالتدفق حول الأجنحة وخلق اختلاف في الضغط الجوي حول الأجنحة حتى تتمكن من الارتفاع، وكلما ارتفعت الطائرة لأعلى كلما قل الضغط الجوي وزادت مسافات الإقلاع والهبوط.
- يختلف تأثير اختلاف الضغط الجوي على الأشخاص الموجودين في الطائرة (طيارين وركّاب)؛ البعض منهم يتأثر بمجرد الوصول إلى ارتفاع 1000 قدم، والبعض يصمد حتى يصل إلى ارتفاع 5000 قدم، ويبدأ الشعور بضيق تنفس وارتباك، ويعود ذلك لنقص الأكسجين في جسده، ولو حدث ذلك للطيّار فسوف يُسبب له صعوبة كبيرة في السيطرة على الطائرة وعلى نفسه، ويجعل رحلة الطيران أصعب.
ومن الجدير بالذكر أن ضغط الهواء ينشأ بفعل حركة جزيئات الهواء، والهواء المتحرّك يمتلك طاقة كافية لتحريك الأجسام مثل البالونات، والطيور، والطائرات الورقية، وغيرها، وكما تؤثر حركته على قوة الضغط الجوي الذي بدوره يؤثر على عملية الطيران وحركة الطائرات كما ذُكر سابقاً، ومن العوامِل الأخرى التي تؤثر على عملية الطيران هي الرياح؛ التغير في الضغط الجوي يؤثر على حركة الرياح، وعلى الاتجاهات التي تسير بها (إذا كانت تسير بنفس اتجاه سير الطائرة أو عكسها وهو ما يؤثر على السرعة التي يجب أن تسير بها الطائرة)، وكما يؤثر على كمية الهواء المتدفقة حول الأجنحة مما يؤثر على رحلة الطيران والطيار، وخصوصاً عند الإقلاع والهبوط.