ما هي أهمية الحكمة في حياتنا وكيف نكتسبها

أكون في قمّة النمطيّة إذا جاوبتك بأنّ "الحكمة مهمّة جدًا في حياتنا" 
الحقيقة؛ أحيانًا برغب أعيش في زمن الأصمعي مثلًا أو في العصور التي كان فيها حكماء عن حق ورحّالات، كان الشّباب يكتسبون منهم الكثير وكانت النّصيحة بجمل حسًّا ومعنًا. 
أما الآن للأسف فكبارنا في غالبهم ساذجين وحكمهم غير صالحة ولا لأيّ زمان أو مكان، تركوا لنا أوطانًا خاوية على عروشها، لا يوجد أي دليل حقيقي على حكمتهم، حتّى ان ابتغيت منهم المعرفة لن تجدها. 
أسهبت في موضوع حضور الحكمة في هذا العصر، لكن من سوء الحظ فعلًا نُدرة وجود الحكماء وانعدام ثقة النّاس بالحكمة والتّجربة وقلبهم لأي كلام حكيم لنكتة وسخرية. 

الحكمة ضالة المؤمن،
أي بمعنى يطلبها ويبحث عنها وينشدها،
لا تلبس الحكمة ذلك الشيخ الملتحف بالبياض ثيابه ولحيته ويتكئ على عصا، وهو جالس وتقترب منه وتقول له بهدوء، عضني انا شغوف للموعضة،
ولا ذلك الرجل من جبال الألب ملتف في ملحفة برتقالية منكسا رأسه جالسا جلسته للتأمل.، فتقترب منه وتسأله عن سر الحياة،
هذا ظلم وإجحاف للحكمة وإفراغها من محتواها،
عندما يسألك صديق العون في مسألة أو تكون إلى جانبه في هم أعضله، فإنك تسارع وتخفف عنه وتأتي على كتاب عظيم في ذهنك هي كل معرفتك وعلمك وتجاربك وتختصره في لمح البصر في كلمتين. أو عبارة أحكمت صنعها وأحسنت صياغتها، فأجليت عنه غمامته وخففت عنه وطأ ما يجد، فقد نطقت حينها بالحكمة،
النبي صلى الله عليه وسلم، أوتي جوامع الكلم فكان كلامه درر وحكم، عبارات موجزة ومعنى بليغ،
ومن الصحابة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، كلامه بليغ يجمع فيه الجمل الطوال وينتقي معانيها البالغة البليغة، تشفي الصدور، هي حكم،. 
والإمام الشافعي وأبي العتاهية، إن من الشعر لحكمة،
وكل كلام متين محكم وليد ذكاء ودهاء وخبرة وعلم وتجربة هو حكمة،
 ولكل ذي لب وعقل سليم حكمة، وإن لم يخضب شعره غبار وقائع الدهر،

 تكمن أهمية الحكمة في الفهم، فالحكمة توفر للإنسان الفهم الواقعي، ومع اكتساب الفهم الواقعي يعني قدرة الفرد على البناء عليه بطريقة صحيحة، وهذا ما يفسر لنا الكثير من العلم الذي وصل لنا اليوم فلولا وجود الحكمة لما وصلنا للعلم في مختلف المجلات.

الحكمة وسيلة يمكن من خلالها أن نظهر المعرفة الذاتية داخلنا مما يساعد في تشكيل قوة فاعله لنا في الحياة، بحيث نستطيع تلبية حاجاتنا وتحديد علاقاتنا، ووسيلة تعطي الحياة جوهرها الحقيقي، وتحدد المسؤوليات تجاه العالم والعمل عليها على نحو صحي.

من ناحية أخرى الحكمة وسيلة يمكن من خلالها زيادة العلم الذاتي والشخصي، فالمعرفة والحقيقة مجلبة لمعرفة وحقيقة أخرى هكذا دواليك.

يمكن النظر للحكمة على أنها سبب في اكتساب الشخص المكانة الاجتماعية ضمن المجتمع، فالشخص القادر على أحكام العقل وقادر على تحديد مواضع الصواب والخطأ، وقول الصدق والحقيقة هو شخص مرتفع الشأن غير مهمش، يصبح كمرجعينه للآخرين، ومهما تطور هذه الحياة وتغير نمطها وشكلها فلا يمكن أن تكون الحكمة بلا فائدة فهي سبب وأساس استمرار الحياة بطريقة متوازنة.

وهناك من يرى بأن الحكمة سبب في الشعور بالسعادة طوال العمر، حيث أن الحكمة توجه صاحبها لأن يفكر بطريقة معينة وأن يتصف بطريقة تتسق مع الأفكار، وبالتالي الشعور بالرضا.

الحكمة سبب في توقف الفشل فالشخص المخطئ المكرر للخطأ في كل مرة هو شخص فاقد للحكمة غير قادر على إدراك الأمور من حوله، فالحكمة تقول بأن الخطأ مقبول لمرة واحدة لكن لا بد من النظر في أسباب الخطأ والتعلم منه ومحاولة تغيره، ومن هذا الجانب يمكن أن ننظر للحكمة على أنها سبب في تقليل العديد من الضغوطات النفسية من مثل اليأس والإحباط والقلق والتوتر.

هنالك من يرى بأن تعليم الحكمة أمر غير ممكن لأن الحكمة تعتمد إلى حد بعيد على الخبرات الشخصية وطرق التفكير، فالأمر غير متعلق بالمعرفة الأكاديمية، ومن الخبرات والقدرات التي يمكن اكتسابها وتعلم بشكل أخرى على اكتساب الحكمة:

وأرى من وجهة نظر شخصية أن أهمية الحكمة تكمن في الأثر المترتب عليها فهي السبب في أن يحقق الإنسان النتيجة الصحيحة المراد الوصول إليها بأقل قدر ممكن من الأخطاء والانحراف، وغياب الحكمة يعني عدم القدرة على تدبير الأمور والوقوع في الكثير من المشكلات، وتكتسب الحكمة عن طريق تطوير مهارات التفكير المختلفة، واكتساب مهارات اتخاذ القرار. 

المصدر:

لا توجد حكمة في الحياة بل حكم ومع مرور الوقت سنكتشف الكثير من الحكم من تجاربي أو من تجارب الآخرين من أخطائنا وأخطاء الآخرين