ما هي أكثر الخرافات التي تزعجك حول الأمراض النفسية؟

مرحبًا..
يوجد هناك الكثير من الخُرافات المُنتشرة حول الأمراض النفسية وهي مزعجة جدًا، وأكثر الخُرافات التي تزعجني بشكل كبير هي ما يقال عن المريض نفسه بأن سبب مرضه النفسي هو البعد عن الله وضعف شخصيته 
وفي الحقيقة هي أغلب الأمراض النفسية هي ناتجة عن حدوث خلل هرموني في الدماغ يؤثر على تفكير الإنسان وعلى عواطفه وبالتالي يؤثر على سلوكه وجودة حياته 

أيضًا ما يقال عن المرضى النفسيين أنهم يحبون لفت الانتباه إليهم أنهم مُدللين وأن ما يحدث معهم هو تمثيل من أجل الحصول على الاهتمام والعناية
لكن في أغلب الأحيان وعند ظهور بعض الأعراض يجب الانتباه إلى أن المريض لا يفتعل تصرفاته لاجل فقط لفت انتباه وحاجة للعناية إنما هو فعلًا مريض وسلوكياته خارجة عن إرادته نتيجة وجود خلل في دماغه لذا هو فعلًا يحتاج لاحتواء الأعراض مبكرًا والذهاب لمختص من أجل البدء في تلقي الإرشاد النفسي الصحيح والذي قد يخفف كثيرًا من حدة الأعراض وربما قد يتماثل للشفاء في حالات معينة 

ومن الخرافات المُستفزة أيضًا هي ما يشاع عن المريض أنه حزين فقط وأنها مجرد فترة معينة وسيزول الحزن وتنتهي المعاناة 
لكن في الحقيقة أن بعض الأمراض النفسية لا تزول بشكل سريع وتحتاج إلى خطة علاجية وجلسات عديدة من أجل التوصل لأسباب هذا المرض سواء كان اكتئاب أو وسواس قهري أو انفصام أو أي حالة مرضية كانت 
قد يكون المرض مزمن 
لأن بعض الأمراض النفسية تكون مزمنة ليس شعور طارئ تحتاج لمراجعة طبيب مختص بالإضافة إلى الاحتواء وتقديم الدعم من العائلة وأيضًا أخذ الأدوية في أوقاتها المحددة 
تمامًا كـأصحاب الأمراض المزمنة العضوية كـالسكري وارتفاع ضغط الدم وما إلى ذلك 

وهذا لا يعني أن حياة المرضى النفسيين غير طبيعية 
هي حالات يسهل التعامل معها خاصة في بداية ظهور الأعراض والتعامل السليم مع المرض 
واحتوائه ومثل ما يوجد أمراض عضوية مُزمنة لا نستطيع إيقاف الدواء عنها هناك أيضًا أمراض نفسية كذلك يحتاج فيها جسد المريض للدواء لأنه عاجز عن إنتاج هرمون معين والدواء يقوم بسد ذلك العجز
إذا عرف المريض وكان وعيه عالي بنوع مرضه وتعامل معه بشكل صحيح ستكون حياته رائعة ومثالية تمامًا كأي شخص طبيعي
يحدث العكس إذا جهل المريض الطريقة الصحيحة للعلاج وقطع الدواء هنا سيتعرض لانتكاسات وربما يؤثر ذلك على جودة حياته 

أيضًا ما يشاع أن الأمراض النفسية أنها غير منتشرة وانها نادرة 
الأمراض النفسية منتشرة جدًا خاصة في عصرنا هذا 
من كل 4 أشخاص هناك شخص معرض أن يُصاب باضطراب نفسي بغض النظر عن العمر ومستوى التعليم والجنس وطبيعة الحياة 
الأمراض النفسية مثلها مثل الأمراض العضوية 
تحدث أحيان بسبب الوراثة وقد تحدث أحيان بسبب صدمة عصبية شديدة أو من أجل الحروب أو الفقر أو الغنى أو بسبب اختلال هرموني أو قصور في عمل جزء معين من الدماغ أو لأي سبب وقد تكون خفيفة وقابله للتعافي او مزمنة يتعايش معها المريض تمامًا كـالأمراض العضوية 


هناك أيضًا خرافة منتشرة وهي بخصوص علاج المريض النفسي أنه يعالج فقط بالأدوية وأنه في حين بدأ العلاج بالدواء سيدمن عليه وسيؤثر ذلك سلبًا عليه وربما تتدهور حياته ويفقد السيطرة عليها وفي الحقيقة 
ليست كل الاضطرابات تعالج بالأدوية هناك اضطرابات تحتاج فقط لجلسات وإرشادات نفسية بدون أي حاجة للدواء، 
وهناك اضطرابات صحيح تحتاج للدواء من أجل موازنة هرمونات الدماغ التي تكون السبب الرئيسي في حدوث الاضطراب النفسي ولكنها لا تسبب الإدمان فقط هي تعالج القصور الناتج أو الخلل الذي حدث في الدماغ
وقد يحدد الطبيب المدة التي يحتاج فيها المريض للدواء وعندما يتحسن قد يطلب منه الطبيب تخفيف الجرعة أو التوقف التدريجي للدواء 
وأخيرًا ما أود تسليط الضوء عليه من كل هذه الأشياء هو أن المرضى النفسيين ناجحين في حياتهم المهنية والأسرية والعملية بل البعض مبدعين ومبتكرين ومميزين
هم ليسوا مجانين أو معتوهين كما هو منتشر عنهم، هم أشخاص أقوياء أذكياء إذا تقبلوا فكرة مرضهم وأحسنوا التعامل معه وسيطروا على الأفكار المغلوطة وتجنبوها 
واستمروا في تحقيق أهدافهم والتقدم في حياتهم.

كل إنسان سواء سليم أو مضطرب إذا تصدى للأفكار السلبية والخرافات والأشخاص المُحبطين قد يبلغ القمة ويحقق نجاح مُبهر ويعيش حياة سليمة صحية تفيض رضى وسعادة وان رحب بجميع الأفكار السلبية وأحاط نفسه بالمُحبطين سيفشل ويتعثر مهما كان صحيح ومعافى 
الاضطراب ليس عائق هناك الكثير من أصحاب الهمم والذين يواجهون صعوبة بالغة في ممارسة الحياة الطبيعية قد بلغوا أعلى درجات النجاح وحققوا ما لم يحققوه الأشخاص الأصحاء.

هي الإرادة والكثير من الإيمان مهما تعثر الإنسان إلا أنه سيصل في نهاية الطريق.