ما هي أفضل نصيحة بإمكانك أن توجهها لي والتي بدورها ستحسن من حياتي؟

         بدايةً فكرتي عن الحياة أنها حقل تجارب، إن لم تخضها بصعوباتها وطرقها المحفوفة بالأهوال والملتوية بمزيج من الأحباب والأبغاض، فأنت حقيقةً لم تعش حياة ممتعة. أن تمنح نفسك الفرصة لتُعلي من هرموني السيرتونين والدوبامين وأنت تقدم امتحان بكفاءة، أو تركض مسرعًا لإنقاذ شخصٍ ما ويشكرك، أو أن تخوض مغامرةً أو تحدٍ أنت شغوف به، أو أن تلعب رياضة شاقة ممتعة- بالنسبة لي كانت رياضة الملاكمة- أن تتمتع بكوبٍ من القهوة، أو قطعة من الشوكولاته اللذيذة؛ كل ذلك يمنحك سيلًا من السعادة لا ينتهي. وعلى العكس أن تمارس التأمل الذاتي، وأن تناقش خياراتك لتستند على أسس قوية، أن تعطي لنفسك فرصة لتحسّن من أخطائك وتتعلم منها هو جزء من صحتك النفسية القويمة.

       لا تنظر للجزء الفارغ من الكأس، ولا الجزء المملوء؛ بل انظر إلى ماهية وكليّة الكأس، ثم اختر الجزء الذي سيدفعك للأمام. فالبعض ينظر للجزء الفارغ فيتحدى نفسه ويغلبها، أما الآخر فينظر للجزء المملوء لبزيد من دافعيته للأفضل. والأذكى ينظر للكأس جميعًا، فيكسب الخيارين.

       انظر للمشكلة من خارج إطارها. تطلع إليها من زوايا مختلفة لا من زاويتك فقط؛ لأن نظرتك لها في ساعتها ستكون ضيقة. صمم حلًا لهذه المشكلة بناءً على المعطيات والأسباب والحلول المتوقعة. ابنِ خطة محكمة لحلولك وناقشها مع نفسك ثم نفسك ثم نفسك ثم مع أول من يخطر ببالك كشخص موثوق. واعلم أن الحل لمشكلتك هو مسؤوليتك، وتبعاته تقع على عاتقك، فلا تحاول أن تلقي بهذا العبء على غيرك لتستمتع بانتصار مهزوز.

       أنت هو أنت، فلا تحمّل نفسك أكثر من فوق طاقتك. لكل امرئ طاقة قد يتجاوزها، لكن لن يستطيع أن يتسلق لأعلى منها. فتوقف عن إقحام ما فوق طاقتك في كل شئ حتى تثبت أنك الأفضل، واعلم أنك لو فعلت ذلك في كل مرة، فأنت تقدم روحك لشيطان الإرهاق على طبق من ألماس، ولو تقاعست يومًا فاعلم أنها الضربة القاضية لروحك وجسدك وعلمك، ولن يرحمك أحد، فوازن بين حياتك العلمية والعملية والروحية والعقلية والنفسية.

     لا تتملق وتنافق، فالمجاملة جُّلها نفاقٌ مبطّن. تستطيع أن تعبر عمّا يجول في خاطرك بطريقة تسعد بها غيرك، دون أن تكون فظًّا غليظ القلب. فلو كانت ملابس صديقك غير جميلة؛ يمكنك أن تقول له: أسعدني أنك ترتدي ما يُسعدك. لو كان أكل والدنك في هذا اليوم غير لذيذ فتذكّر كم تعبت وهي تقدمه، وقل لها: سلّم الله يديك على تعبك معنا كل يوم. واثنِ على من يستحق، وارفع من قدره؛ حتى لو كان منافسك فهذا يعلّمك أن تكون قانِعًا وفي نفس الوقت تدرك نقاط قوة غيرك، فتتمثل بها ثم تنافسها.

  تعلّم واقرأ، ثم تعلّم واقرأ، فالعلم لا نهاية له. فإن بعلمك وتعلمك ومن ثم نقل تعلمك هذا هو صدقةٌ جارية. يشكرك عليها كل من لامست جوارحه برجاحة عقلك، ويدعو لك كل من تمتع بعلمك بعد موتك. فالعلم كالمظلة كلما اشتد مطر الجهل كلّما ازدادت الحاجة له.

   كن متفائلًا، فحياتنا تجارب واقعية. لنّ يكون عمرك كلّه ربيعاً، ستتناوب عليك الفصول الأربعة تلفحك حرارة الخيبات، تتجمد في صقيع الوحدة، تتساقط أحلامك اليابسة، لكن حياتك ستزهر من جديد. وتذكر أن العمر ما هو إلا صفحات؛ فإما أن تملأها بالذكريات الملهمة المُحبّة، أو بالسقطات المهولة المؤسفة.

الصلاه والقرآن، فالقرآن يهدي إلى التقوى وحل جميع المشكلات ولا تنسي ربك.