إنّ العصر الأمويّ عصرٌ غنيّ بالشعر الّذي ذاع صيته وخُلّد حتّى بتنا نتغنّى به في عصرنا الحاليّ، وإنّ أبرز أغراض الشعر الأمويّ الّتي تجلّت في أشهر القصائد هي الآتية:
*شعر المديح: وقد عاد الشعراء في هذا العصر لهذا الغرض من أجل التكسّب من الشعر عن طريق مدح الخلفاء والأمراء والولاة، ومن أبرز هؤلاء الشعراء: القطامي.
*شعر الهجاء: ومن أبرز شعرائه الحكم بن عبدل.
*شعر النقائض: وقد ظهر هذا النّوع حصرًا في العصر الأموي وكان مقصورًا على ثلاثة من الشعراء لا غير: الأخطل وجرير والفرزدق. وتجلّت في شعر النقائض أعلى وأقذع درجات الهجاء الّتي كان هؤلاء الشعراء الثلاثة يتفنّنون في تخطّيها واحدة تلو الأخرى حتّى صاغوا قصائد منفردة للهجاء باستخدام أجزل الألفاظ وأبرع الصور الفنّيّة مبزين قدراتهم العقليّة والفنّيّة الّتي تطوّرت بتطوّر العلوم والحجاج في ذلك العصر.
*شعر السياسة: اشتعلت في هذا العصر الفتن السياسيّة وانحاز كلّ فرد إلى حزب ما، وقد اتّخذ الشعراء القصائد مطيّة لإبراز انتماءاتهم السياسيّة والدّفاع عن أفرقتهم. فظهر شعر خاصٌ بالخوارج وآخر للشيعة وثالث منحاز إلى بني أمّية وغيرهم من الفرق. وقد اتّسم هذا الشعر بالحماس البالغ والاستماتة الواضحة في الدّفاع وتكريس النّفس لهذا الغرض لا سيّما ما ظهر في شعر الخوارج.
*شعر الغزل: وقد انقسم الغزل في هذا العصر بالتّحديد إلى قسمين، اختصّ واحدٌ منهم بالغزل العذري وهو ما يتغنّى بأوصاف المحبوبة المعنويّة بلا مبالغة أو إسفاف، وأبرز شعراء الغزل العذريّ هم: جميل بثينة، وقيس ليلى، وكثيّر عزّة.
أمّا بالنّسبة للغزل الصريح فقد اشتهر في هذا العصر من جديد على يد الشاعر عمر بن أبي ربيعة الّذي عرف بالمجون وانعدام الحياء في تقصّي مفاتن المرأة وغيرها.
بالإضافة إلى بعض الأغراض الأخرى كشعر الطبيعة وشعر اللهو والمجون في مقابل شعر الزهد.