عًرف أغلب الصحابة رضوان الله عليهم إذا لم يكن كلهم، بخلق الأمانة فهو خلق المؤمن الصالح، وإن لم يكن هناك قصص مشهورة بعينها، ولكن هنا أذكر لك بعض الأمثلة على خلق الأمانة.
- نبدأ مع الصديق أبو بكر رضي الله عنه، لما بويع على الخلافة، خطب في الناس وطلب من الناس إعانته على الحق، وأن يخبروه إذا وقع منه خطأ، وكان من أبرز ما ذكره أيضاً أن الصدق أمانة والكذب خيانة، والكثير من الوصايا الخرى التي قالها.
وموطن الشاهد هنا أن هذه الخطبة بحد ذاتها ومحتواها، هو دليل واضح على الأمانة عند من تولى أمر المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ولما أراد الصحابة جمع القرآن الكريم في وقت خلافة أبو بكر الصديق، كلف زيد بن ثابت رضي الله عنه بجمعه وذلك لأمانته وثقتهم به، وقد قال له أبو بكر الصديق رضي الله عنه:" إنَّك رجلٌ شاب عاقل لا نتَّهمُكَ، قد كنت تكتبُ الوحي لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فتتبَّع القُرآن فاجمَعْه".
- مثال آخر على أمانته عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي قصة أخبر بها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إذ قال إنه رأى عمر بن الخطاب يعدو وراء بعير هربت من الإبل المخصصة للصدقة، فقال له علي بن أبي طالب: لقد أذللت الخلفاء بعدك. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أبا الحسن، لا تلمني، فوالذي بعث محمداً بالنبوة لو أن عتاقاً ذهبت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة.
- ومرة قام ابن عمر رضي الله عنه طلب ديناً من أبو موسى الأشعري لما كان والياً على الكوفة وقد أعطاه من خزينة الدولة، فأعطاه على أن يتاجر بها ويرد ما أخذه إلى بيت المال، وربحت تجارته، فلما عرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك، أنبه على فعلته، وقال له عندا اشتريت من الناس أعطوك بثمن أقل، ولما بعت أعطاك الناس مبلاً إضافياً، لأنك ابن أمير المؤمنين، وبهذا فإن للمسلمين حق من تجارتك، فأخذ نصف ربحه وأعطاه لبيت المسلمين، ثم عاقب أبو موسى الأشعري عقاباً شديداً على فعلته، لأنه لا يصح أن يتصرف بمال المسلمين بهذه الطريقة.
وهذا دليل واضح على أمانة عمر بن الخطاب، وحرصه وشدته على تطبيق الأمانة مع كل من يحكمه وعاقب كل من تصرف تصرفاً قد يخون هذه الأمانة بأي شكل.
133 مشاهدة
