أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم، يضرب بها المثل، وشهد له بذلك أعدائه قبل من اتبعوه من المسلمين.
ومن أبرز القصص التي تذكر دلالة على خلق الأمانة عند الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى قبل بعثته بالإسلام، هي قصة نقل الحجر الأسود.
والقصة هي أن كفار قريش عندما أرادوا إعادة بناء الكعبة اختلفوا بينهم فيمن سيحمل الحجر الأسود ويضعه في مكانه، ولحل الخلاف اتفقوا أن يكون أو من يدخل عليهم هو الحكم بينهم، وحينها دخل عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فقالوا هذا محمد الأمين، قد رضينا به.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستودع أمانات لقريش، حيث أنهم كانوا يتركون عنده أماناتهم إذا أرادوا الخروج من مكة، ومن المواقف التي تذكر له صلى الله عليه وسلم في هذا، هو أنه عندما قرر الخروج من مكة مهاجراً إلى المدينة المنورة، لم يخرج إلا بعد أن سلم الأمانات إلى كفار قريش، وهذه قصة فيها عدة جوانب مستفادة وهي:
- أولاً: بالرغم من معاداة قريش للرسول صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة بسبب دعوته لله، فإنهم بقوا يتركون عنده أماناتهم.
- ثانياً: رغم حساسية الموقف الذي كان به الرسول صلى الله عليه، ورغم إيذاء قريش له إلا أنه بقي يحفظ لهم أماناتهم، ورغم أن ظروف خروجه من مكة كان صعبة جداً.
وقد نًقل لنا عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:" وَاللَّهِ إِنِّي لأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي -أَوْ فِي بَيْتِي- فَأَرْفَعُهَا لآكُلَهَا، ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً -أَوْ مِنَ الصَّدَقَةِ- فَأُلْقِيهَا"، وهذا واحد من أحاديث كثيرة يعلمنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهمية الأمانة بفعله.