تعد الطيور جزء من ثقافة الإنسان وسلوكه الاجتماعي، والعادات والممارسات والأساليب التعبيرية له مثل الفن والشعر والغناء والدين، واستخدمت في الطعام والرياضة والتسلية والإلهام، وقد ظهرت الطيور في عدد من الأساطير بثقافات متنوعة منذ القدم، فقد كان يعتقد أن الطيور تشكل فأل شر كالموت أو رمزا مقدس أو شعار للنبالة، كما يعتقد أنها تجلب الحظ السيئ.
يُنظر إلى الطيور في بعض الثقافات إيجابيا، والبعض الآخر ينظر لها بشكل سلبي، ففي بعض البلدان من قارة إفريقيا، يشكل طائر البوم فال شر، ويربط بالحظ السيء والسحر والموت، وفي بعض البلدان في قارة أوروبا يعتبر طائر البوم رمزا للحكمة ومنهم من اعتبره لصا، كما اعتبر طائر البوم نذير حرب في إسكندنافيا، وفي مصر القديمة يعد طائر الهدهد رمزا مقدسا، كما يعتبر الهدهد رمزا للفضيلة في بلاد فارس.
ارتبط العصفور الدوري بـالممارسات الفاسقة في مصر القديمة، بالمقابل كان رمزا مقدسا في العصر الكلاسيكي لآلهة الحب "أفروديت" و "فينوس"، وهنالك أسطورة عند شعوب جبال الأنديز تقول أن: "طائر تشولومبي الأسطوري يشير إلى وجود بوابة بين هذه العوالم الميتافيزيقية، كما أنه بإمكانه تحويل نفسه إلى اللاما"، وعند الشعوب الفارسية في الهند وإيران في أثناء مراسم الدفن تُترك الجثث غير مغطاة لمعتقد سائد بان "نسور جريفون" تعمل على تنظيفها.
عند شعوب الماروي هنالك أسطورة تقول أن طائر "الرخ" وطائر "بواكاي" هي وحوش قادرة على خطف البشر؛ وذلك بسبب حجمها الكبير، وفي بلاد فارس هنالك أسطورة كان الطائر الكبير الحجم "السيمرغ " يعتقد أول من جاء إلى الوجود، و"يعيش على شجرة حياة النبات التي تنمو في المحيط قرب شجرة الخلود ويقوم بجمع البذور من الشجر".
في الأسطورة الأيرلندية ينظر لموريجان إله الحرب والصيد والمعركة على أنه "غراب" فإذا طار فوق ميدان الحرب هذا نذير خير، ويستخدم ريش الغراب وحروفه رمزا للحظ السعيد، بحيث تحفر على الأسلحة تكريماً لموريجان، وينظر لاله البحر على أنه طائر "النورس" وهنالك فكرة عنه بأنه محتال؛ بسبب ما تتصف به الطيور من ذكاء.
يعتقد أن طيور العقعق تحب سرقة الأشياء التي تلمع وتقوم بوضعها في عشها، وهنالك أسطورة تقول: "إن طيور البجع أحادية التزاوج، وتتصف بالوفاء والإخلاص"، وفي أسطورة أخرى يقال: "إن النعامة تدفن رأسها في الرمال؛ لحماية نفسها عند الشعور بالخطر والخوف". ويعتقد أن طائر "القطرس" ينام أثناء طيرانه وأثناء مروره أعلى البحار.
كثير من الثقافات تعتقد أنه إذا دخل طائر إلى البيت فهي إشارة تحذيرية بأن شخصا سيموت خصوصا إذا كان لونه أبيض، والبعض يعتقد أن تغيرا ما سيحدث. أما إذا قام طائر بالنقر على نافذتك فهي روح من فقدناهم من الأحبة، وإذا طار وقتل قرب النافذة فهذا تحذير من كل ما هو آت، وإذا حاول الطائر الخروج والارتداد على زجاجة النافذة هذا يعني بأنك محاصر.
عند اليونان هنالك أسطورة تربط طائر "الغراب" مع اله النبوة "أبولو"، حيث تستخدم للحراسة والسعي والجاسوسية، وفي إسكندنافيا أسطورة يعتقد بها أن الغربين تطير حول العالم للمشاهدة والاستماع ثم تجلس لتخبر بما تعلم.
يوجد علاقة وثيقة بين الغراب وبرج لندن الشهير حسب المعتقد، فإذا غادر البرج ستنهار المملكة المتحدة وتحدث كارثة، وحتى هذا الوقت يتم قص أجنحة الغربان حتى لا تغادر البرج.
اعتقد قديما أن طائر "البجع" يضحي بنفسه ويمزق صدره لتأمين الطعام لصغاره، ومن يقتل "روبن" له حظ كبير، وفي حال شاهدته يغني فهذا يعني أن الطقس سيتحسن. وإذا تم رؤيته بين أغصان الشجر فهذه إشارة أنها ستمطر قريبًا.
يتم التفاؤل بريش الطاووس عند جلبه للمنزل حيث يعتقد بأنه سيحالفك الحظ، كما يعتقد أن العين الموجودة على ريشة الطاووس هي عين حاسدة تشكل فال شر.
لقد تأثرت الناس بالطيور قديما، وكانوا يستمتعون بتقديم العروض المبهجة عبر طائر "أبو طيط" وطائر "البوم"، حيث يتسلون برفقة الطيور التي تشكل مصدر إلهام من أجل ابتكار الفن، كما تعد إشارة لتحديد الفصول، وتعطي معنى للمكان، وتستخدم كرمزا للفرح والحب.
هنالك معتقد أن طير "الحمام" لا يمكن أن يغير الشيطان فيه شيئا، ويرتبط كثيرا بالحب؛ فهو رسول لاله الحب فينوس. إن وجود حمامة تحلق قرب الشباك أو تنقر عليه في منزل إنسان مريض يدل على أنها ستموت، واعتقد عند البحارة إذا طار "القطرس" قرب السفينة إشارة أن الطقس سيء والرياح الشديدة ستأتي.
يوجد للطيور عدد من الصفات تجعلها خارقة للطبيعة في الثقافات القديمة؛ لذلك تم تقديسها، واعتبرت رُسَلاً للآلهة، بل إنها آلهة بحد ذاتها عندهم، لذلك جاءت الطيور بوضوح في الأساطير ببعض الثقافات. كانت الحمامة رمزا للإله القديم في بلاد الرافدين "إنانا" اي عشتار إله الحب والحرب، والإله الأم الكنعانية "عشيرة"، والإله اليوناني "أفروديت"، وفي أثينا كان يتخذ لآلهة الحكمة اليونانية من طير البوم "أم قويق" رمزا لها، وضمن الأساطير الإسكندنافية كان الغراب هوغن ومونين " Hugin and Munin" يهمسان بالأخبار في أذن الإله "أودين". أما في الهند القديمة كان طائر الطاووس يمثل أرض الأم، كما تم تقديس "أبو منجل" كرمز للإله تحوت في مصر القديمة، وقام الأباطرة المغول والفرس بعرض سلطتهم الإلهية عبر جلوسهم على عرش الطاووس، وعند الديانة اليزيدية الميليك تاووس "الطاووس الملك" هو الشخصية الرئيسية في عقيدتهم المتبعة، وعند طائفة الميكميك كانت طيور "التانغا مانو" تعد روؤساء في جزيرة الفصح.
وفي النهاية ربطت صفات الإنسان ببعض الطيور مثل الغباء والثرثرة. فيقال: "عقل عصفور"، وقيل: "وقواق" أو "يتكلم كثيرًا كالببغاء.