من أسس دراسة الظواهر الاجتماعية إستخدام المنهج العلمي ، فذلك يساعد على نقل الدراسات الإجتماعية بوجه عام الذي يعتمد على الأهواء الذاتية وإصدار الأحكام العامة دون براهين أو التأكد من صحتها إلى التعامل معها كأشياء لها وجود واقعي ومحاولة عقلها إنطلاقا من واقع وجودها .
بالاضافة الى ذلك ومن المثير للأهتمام القول أن العالم الاجتماعي يدرس الظاهرة الاجتماعية، كما يدرس مثلاً عالم الكيمياء خواص السوائل وما إلى ذلك، فالشيء إذاً هو كل موضوع للمعرفة يصل إليه العقل إذا خرج من انطوائه على نفسه، وحاول فهمه عن طريق الملاحظة والتجربة، وتستدعي هذه المعرفة أن يبدأ الباحث بالصفات الأكثر ظاهرية، والتي تقع تحت حسه المباشر، ليتدرج منها شيئاً فشيئاً على الصفات الأخرى الأقل ظهوراً والأكثر عمقاً ، فأن الباحث عند دراسته للظاهرة الاجتماعية بوصفها (شيئاً) يجب أن يزود بمبدأ انه يجهل كل شيء عن حقيقتها، وأنه لا يستطيع دراستها وسبر أغوارها عن طريق الفكر المجرد والتأمل، بل يمكنه ذلك عن طريق الدراسة الموضوعية الخارجية.
وبالنهاية فأن على الباحث أن يبذل أقصى جهد في ملاحظة الظاهرة محل الدراسة من الناحية التي تبدو فيها مستقلة عن صورها الفردية وبالتالي عدم التأثر بالحالات الفردية التي تتجسد فيها الظاهرة وأن لا يتأثر الباحث بتجربته الخاصة ولا بمشاعره الذاتية عند دراسة الظاهرة في تجسداتها الفردية ، فالظاهرة الاجتماعية ليست كالظاهرة الطبيعية وإذا كان من السهل تطبيق المنهج العلمي على الظاهرة الطبيعية فانه من الصعب تطبيقه على الظاهرة الاجتماعية، وذلك لوجود الكثير من العقبات التي تقف كعوائق أمامها .