تشكّل البحر الميّت في موقع حفرة الانهدام، وبسبب ذلك يقع البحر على منسوب منخفض حيث يعدّ البحر الميّت أخفض بقعة على وجه الكرة الأرضيّة. يعاني البحر الميّت من مشكلة الخسف أو ما يعرف بالانهدام، او الحفر الانهداميّة وقد تشكّلت هذه الحفر بفعل الاستمرار في انخفاض مستوى سطح البحر الميّت والّذي ساعد على تشكّلها في الكثير من المناطق الزراعيّة. وتكمن المعاناة الأكثر في المنطقة الشماليّة حيث تمتدّ الحفر الخسفيه فيها ويتوقّع حدوث انهدامات في المناطق الاستثماريّة في حالة عدم معالجتها.
وتعوّد أسباب تشكّل الحفر الخسفيّه الهدميه إلى ذوبان طبقات الأملاح تحت سطح الأرض على جانبي البحر الميّت الشرقيّ والغربيّ، وتكون احجامها متفاوتة حيث تبلغ 20*20 متر وبعمق 10 أمتار وهي في ازدياد مستمرّ. وتتزايد الحفر الخسفيه في مناطق الجنوب من البحر الميّت، وهنالك تخوف من امتداد هذه الحفر حتّى تصل لمناطق الشمال الّتي تحتوي على قصر المؤتمرات والمناطق الاستثماريّة والفنادق وفي المناطق الزراعيّة الّتي تعمل على تشكيل مصدر الغذاء للأردنّ.
كما وتعود أسباب تشكّل الحفر والفجوات في البحر الميّت إلى ذوبان الأملاح تحت الترسّبات نتيجة الهبوطات المستمرّة في مستوى البحر الميّت، وأيضاً تحرّك المياه الجوفيّة عن طريق الطبقات المالحة الى البحر. وأكّد العلماء أنّ هذه الحفر تحدث أيضاً نتيجة انخفاض مستوى سطح البحر الميّت وليست بسبب شهب سقطت من السماء كما اعتقد القدماء.
تحدث هذه الظاهرة نتيجة لسوء الأوضاع بفعل اختلال التوازن الطبيعيّ الناتج عن تدخّل الإنسان في قوانين الطبيعة، وأدّى ذلك لحدوث تغيّر في المناخ وارتفاع في الحرارة ومنه زيادة في كمّيّة المياه المتبخّرة. وانخفاض منسوب المياه في البحر والّذي يعدّ السبب الرئيسيّ لظاهرة الخسف، والّذي يؤثّر على الأراضي المحيطة بالبحر، وكان للمياه الحلوة المحيطة بالبحر مثل الأحواض أثر سيّء حيث عملت على إذابة الأملاح الموجودة في التربة، فتعمل على تفريغ الكتلة الترابيّة فتحدث الفجوات ويحدث انخساف للتربة حينها على شكل دوائر أو تشقّقات أرضيّة.
كما يزداد ظهور الحفر الانهداميّة في المناطق القريبة من البحر الميّت، اما البعيدة فتكون أقلّ عرضة لذلك ويصعب علينا حصرها في المناطق القريبة، وذلك نتيجة لتراجع منسوب مياه البحر المشبّعة بالملح، وأدّى هذا إلى تشكّل فراغات عملاقة داخل التربة تحتوي على ملح. ويرى المختصّون أنّ الحلول هنا تكون في محاولة ردم هذه الحفر قدر المستطاع.
تنساب مياه الأمطار ومياه الينابيع والأنهار وتسلك طريقها من الأعلى لتصبّ في الأسفل، ومع مرور السنوات تحوّلت لبحيرة مالحه تصل ملوّحتها 33%. وهي بذلك شكّلت مورداً مهمّاً وطبيعيّاً لصنع الأملاح والبوتاسيوم والبرومين وغيرها. وقد ساعد انخفاض المنطقة وزيادة الضغط الجوّيّ فيها الى جعلها منطقه علاجيّة حيث تساعد طينتها على العلاج من الكثير من الأمراض الجلديّة التنفّسيّة.
ومع مرور الوقت أصبح هنالك تخوّف زائد نتيجة الأضرار المترتّبة على هذه الحفر، والّتي تهدّد مستقبل منطقة غور الحديثة على الشاطئ الجنوبيّ الشرقيّ للبحر الميّت، فكانت أحد الحلول المقترحة هو نقل مياه البحر الأحمر إلى البحر الميّت، وباعتبار البحر الميّت حضارة تاريخيّة بأكملها ومنطقه استثمارات فقد طالب الأردنّ بوقفة دوليّة وجهود جبّارة لكي نجد حلولاً لهذه المشكلة وهي مشكلة دوليّة وليست على مستوى الأردنّ فحسب.
وما زال هنالك تتخوّف من أن يتمّ انحسار في مستوى مياه البحر الميّت وذلك بسبب استمرار الحفر الخسفيه، ممّا قد يؤدّي إلى تهدّد السكن في المنطقة في حالة اختفاء البحر. ومن هذا المبدأ بدأت الحكومة والجيولوجين بدراسة الأمر بدقّة ووضع الكثير من الخطط والاستراتيجيّات حتّى يتمّ الوصول لحلول استراتيجيّة، فيجب وضع قاعدة بيانات حديثة ترتكز عليها الدراسات وتحتوي على كودات بناء بالاستناد إلى الخصوصيّة الجيولوجيّة والهيدرولوجيّة للمنطقة.