ما هي أسباب انحراف المراهقين وابتعادهم عن الدين

1 إجابات
profile/بشاير-نهاد-جابر
بشاير نهاد جابر
أخصائية نفسية
.
١٤ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
تعد مرحلة المراهقة من المراحل الحرجة التي يمر بها الفرد لما تحمله من تغيرات متعددة في طياتها تتنوع بين جسدية ونفسية ومعرفية وما إلى ذلك، وتسمى بالمرحلة الحرجة لأن طريقة تعامل محيط المراهق والمراهق نفسه مع هذه التغيرات قد يسبب الضرر أو النفع على المدى البعيد بحسب ما تم اللجوء إليه، لذلك من الأفضل أن يتمتع الوالدين بالوعي اللازم لمعالجة هذه التغيرات دون اللجوء إلى أساليب قد تزيد الأمر سوءاً.
ولا يعد الوالدين المصدر الوحيد للانحراف إلا أنهما السبب الرئيس لأنهما يشكلان النموذج الاجتماعي الأول في حياة الطفل وعليه فإن الطفل يستمد منهما الكثير من القيم والعادات والأخلاق وغيرها، وهذه بعض الأسباب الرئيسة في انحراف المراهقين :

أسباب أسرية/ والديّة:

كما نعلم فإن الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع لكن في الحقيقة هي الأساس في بناء الأشخاص الذين يساهمون في بناء المجتمع وهم الأبناء، ومن الأمور الأسرية التي قد تكون سبباً في انحراف المراهقين ما يلي :

  • الانحلال الأخلاقي داخل الأسرة والذي يتمثل بانحراف أحد الوالدين أو كلاهما من الأساس أو انحراف الأخ الأكبر للمراهق.
  • ضعف الوازع الديني وافتقار الأسرة للمثل العليا وغياب التنشئة الأسرية المرتكزة على الدين.
  • التفكك الأسري الناشئ عن انفصال الوالدين أو الخلافات المتكررة أو الإهمال بسبب انشغال الوالدين بالعمل.
  • جهل الوالدين بأساليب التنشئة السليمة واللجوء إلى أساليب تعطي مفعولاً عكسياً مثل القسوة والعنف والدلال الزائد وغيرها.
  • المشادّات الكلامية بين أطراف الأسرة والجو المشحون بالتوتر والخصام الدائم الذي ينعكس سلباً على نفسية الأبناء.
  • غياب الرقابة الوالديّة على الأبناء وعدم انخراطهم في حياتهم.
  • الأسرة الممتدة ومشاركة العديد من أفراد الأسرة في التربية مثل الأعمام والأخوال والأجداد والأبناء الأكبر سناً، كل شخص منهم يحمل قيماً مختلفة عن الآخر مما يسبب تضارباً لدى المراهق وهذا التضارب يعيق قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ.

أسباب مجتمعية :
يعد المجتمع بما يحتويه من مؤسسات تربوية اليد الأخرى التي تشارك في تربية الأبناء، وأي
عطل في هذه المؤسسات التي تتمثل بالمدارس ودور العبادة والرفاق وغيرهم سيؤثر على المنظومة الأخلاقية والقيمية للأبناء، ومن الأمثلة على هذه الأعطال :

  • افتقار التنشئة والتربية الدينية في المدارس 
  • الصورة التي تعرضها بعض وسائل الإعلام والتي تنافي العرف والعادات والدين والتي تؤثر سلباً على الأبناء.
  • رفقة السوء والأثر الكبير الذي تتركه في نفس الطفل كونه يميل في هذه الفترة إلى تقليد الأقران.
  • الوضع الاقتصادي للأسرة هو عامل مساعد أيضاً في انحراف المراهقين.
  • التطور المتسارع وتغير حاجات العصر وعدم القدرة على المواكبة فيلجأ إلى أساليب خاطئة لإظهاره (العصرية) كما يراها هو.
  • غياب النموذج التربوي في المدرسة والتي تتمثل بالمعلم القدوة.
أسباب شخصية ذاتية :
لا يمكن أن ننكر بأن حقيقة الشخص نفسه وسماته ومرونته النفسية تؤثر على رؤيته للمواقف وطريقته في التعامل معها، فهي تختلف من شخص لآخر ومن الأمثلة على السمات الشخصية التي تساهم في انحراف المراهق من عدمه ما يلي :

  • التشوهات الجسدية والبدنية أو العجز أو الإعاقة من نوع ما، وهي تساهم بالانحراف بشكل غير مباشر ، حيث أنها قد تسبب الشعور بالنقص لدى المراهق والذي قد يجعله يبحث عن طرق غير مقبولة في تعويض هذا النقص لحساسيته الزائدة فيتمرد أو يكون عنيفاً وما إلى ذلك.
  • الاضطرابات النفسية والتي تعد عاملاً بالغ الأهمية في توجيه سلوك المراهق ودفعه وقد تكون هذه الاضطرابات لاإرادية وتتطلب العلاج من مختص مثل اضطرابات القلق أو الصرع، وقد تكون مشاكل عابرة تحتاج استشارة المختص أو المرشد التربوي مثل تشوه مفهوم الذات أو تبني أفكار لاعقلانية.
  • التغيرات المزاجية التي تنشأ من الفورة الهرمونية التي تحدث في جسم المراهق والتي تجعله يميل إلى عدم الاستقرار العاطفي وضعف قوة الإرادة ونشاط الغريزة الجنسية والاندفاع إلى المغامرة والتجريب والتخيل.