ما هي أسباب الفشل في زراعة الهيل

1 إجابات
profile/سندس-الفقيه-1
سندس الفقيه
هندسة معمارية
.
١٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لا يوجد بيت يخلو من حَب الهيل، أو الهال حسب ما يرد في المعاجم، أو بتسمية أخرى الحبهان. فهو مُطيّب ضروري لا تستغني عنه الأسرة في المنزل لإعداد أطباقها المميزة، وذلك رغم ارتفاع سعره فيعتبر الهال من أغلى المطيبات بعد الزعفران والفانيلا. وبسبب الحاجة له وغلاء سعره، تأتي محاولات كثيرة لزراعته، ويبدو أنك -عزيزي- جرّبت ذلك مراراً لكن لم تنجح المحاولة، وترغب في معرفة الأسباب.

لمعرفة أسباب فشل الزراعة لابد من الخوض في خصائص النبتة والظروف البيئية التي تتكيف معها وطرق زراعتها والعناية بها وأهم الأمراض التي قد تصيبها وطرق معالجتها، وهذا لتحديد أين تكمن مشكلة الفشل في زراعتها ومحاولة إيجاد حل إن أمكن ذلك.

بدايةً، الهيل الذي هو نبات عطري يحتوي على زيوت طيّارة، يعتبر نبات معمّر، يتكاثر عن طريق الجذامير، وهي جذوره البيضاء الممتدة أفقياً في الأرض بمقدار متر تقريباً، أو عن طريق البذور. أوراقه خضراء كبيرة الحجم وسميكة وزهوره بيضاء اللون، وثماره هي التي تحتوي على البذور التي نستخدمها ونستفيد منها. يمكن زراعته في أماكن عديدة من العالم، رغم أن موطنه الأصلي الهند، التي تعتبر أكبر دولة منتجة له.

فما هي الظروف البيئية المناسبة لزراعته؟

الهيل لا يتحمل الأجواء الباردة والجافة وإنما هو رقيق يحتاج لبيئة رطبة وأجواء معتدلة، ويحب (الفية) بالتالي عليك أن تختار مكاناً محميّاً من أشعة الشمس والرياح كالغابات المظللة بالأشجار مثلاً كما تناسبه المناطق الجبلية. واحرص على أن تكون تربته غنية بالمواد العضوية والمعدنية.

ويمكنك إذا أردت توفير بيئة مناسبة له في منزلك من خلال زراعته في أوعية مملوءة بالتربة الغنية، واختيار مكان مناسب له، مظلّل، ويتعرض للشمس غير المباشرة على الأقل 6 ساعات يومياً. وباعتبار جذور الهيل تمتد أفقياً، عليك مراعاة نقلها إلى أوعية أكبر كل بضع سنوات حتى لا تتشابك جذورها. واحرص على أن يكون المكان مناسباً لنموها وارتفاعها الذي يصل ل 10 أقدام.

أما بالنسبة للعناية به، فباعتباره يحب البيئة الرطبة، يجب ألا تترك تربته تجف ويجب المحافظة على ريها بالماء بشكل مستمر ولابد من مضاعفة كمية الماء في الأجواء الجافة والصيفية وفي موسم الثمار.

وعليك تزويد تربته بالسماد خلال فترة النمو مرتين كل شهر، ويمكنك اختيار أي نوع من أنواع السماد العضوي كالروث، ويفضل احتواء الأسمدة على الفسفور.

تستغرق زراعته ثمانية عشر شهراً، ولاختيار وقت زراعة الهيل أهمية في نجاحه، فيعتبران شهري يونيو ويوليو الأنسب لزراعته. وذلك بعد تهيأة التربة وتجهيزها وحفرها (يكون الحفر حوالي 30 سم)، ويكون ذلك خلالي شهري أبريل ومايو، ثم زراعتها.

فكيف تتم زراعتها؟ 

  • إذا أردت زراعة الهيل عن طريق البذور، أحضر البذور الطّازجة منه واغسلها بماء فاتر حتى تتأكد من زوال المادة الهلامية المحيطة بها، ثم اتركها لتجف جيّداً ولكن بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة. الآن قم بعمل حمام مائي بارد لها، وهذا من خلال وضعها في وعاء زجاجي فارغ، ثم وضع الوعاء في وعاء آخر مملوء بماء بارد حتى يصل الماء إلى منتصف وعاء النبتة وذلك ليعطيه برودة كافية. 

  • أضف إلى بذور الهيل محلول حمض النيتريك بتركيز 2.5% حتى يغطيها ثم حركهما معاً لمدة دقيقتين، ثم أزل الحمض. الآن اغسل البذور بالماء جيداً ثم انقلها إلى وعاء فيه ماء فاتر، واتركها الليلة كاملة على هذا الحال وذلك حتى تحصل البذرة على رطوبة كافية تُكسَر من خلالها الطبقة الصلبة التي تغلّف البذور. 

  • حان وقت زراعة البذور ووضعها في التربة، ضعها في التربة على شكل صفوف يفصل بين الصف والآخر مسافة 5 أقدام، وبين البذرة والأخرى مسافة 2 سم. غطّها بطبقة رقيقة من التربة، ثم بطبقة رقيقة من الأغصان، ثم بطبقة من القش والأعشاب، ثم اسقها جيّداً لتحقق لها الرطوبة الكافية. 

  • ستنتظر الآن بحدود شهر حتى يحدث التبرعم (قد تزيد المدة قليلاً وقد تقل)، عند ملاحظة التبرعم خفف من الأغصان والأعشاب والقش التي ألقيتها فوقها واحرص على أن تكون البراعم في مكان مظلل. 

  • بعد انقضاء ثمانية عشر شهراً عن زراعته، يبدأ الهيل بالإثمار. وعندما تجف الثمار ويصبح لونها أخضر وتكون سهلة الكسر اجمعها بيدك، ثم اتركها تجف لمدة أسبوع، وبعدها خزّنها بعيداً عن أشعة الشمس في وعاء محكم الإغلاق، وصحتين وعافية. 

يمكنك زراعتها عن طريق الجذمور (الرايزومات) بدلاً من البذور، وذلك بقص جزء من الجذمور وزراعته مجدداً في نفس الظروف السابقة.

احرص على نبتتك من الآفات التي قد تصيبها، كتعفن الجذمور أو الرايزومات الذي يؤدي إلى اصفرار النبتة وبهتان أوراقها وربما إلى انهيارها، فإذا لاحظت ذلك تخلص حالا من النبتة المصابة.

ومن الأمراض والآفات الأخرى التي تصيب نبات الهيل:

-تبرقش الهيل: وهو مرض فيروسي، من أعراضه ظهور بقع على الأوراق اليافعة وقد تتطور هذه البقع لتكوّن خطوطاً خضراءَ من الخط الوسطيّ للورقة إلى الأطراف بالتوازي مع عروق النّبتة، وهنا عليك التّخلص من النبات المصاب واستبداله بنباتات سليمة.

-عفن ثمار الهيل: تسببه الطّلائعيات البيضيّة وهي فطريات، وأعراض هذا المرض تظهر على شكل جروح مائية تظهر على الساق، وبقع مشبعة بالماء على الأوراق، تسبب رائحة كريهة بسبب العفن الناتج، وتؤدي إلى سقوط النبتة. وعليك عند ملاحظته التخلص من النبتة المصابة عن طريق حرقها. وهذا المرض يمكنك الوقاية منه وذلك بتعزيز تصريف التّربة.

-الدّيدان الخيطيّة: وهي ديدان تتواجد في التربة، تسبب تقزّم واصفرار النبتة وذبولها خاصة في الجو الحار، كما تسبب ظهور تدرّنات على الجذور، وعند ملاحظتها قم بتعريض التّربة لأشعة الشّمس.

تربس الهيل: ومسببه حشرة التربس، والتي تؤدي إلى حدوث تلون بالأوراق اليافعة على شكل بقع فضية أو خطوط بيضاء وصفراء وبنية، ويُعالَج المرض بالمبيدات الحشريّة.

فضلاً عن أهمية الهيل للاستخدام المنزلي كمطيّب للطعام أو منكّه للشاي، إلا أنه أيضاً يدخل في صناعة الكثير من الأدوية كمحسن لنكهتها، فما هي الفوائد التي يمكنك جنيها من هذه النبتة الفريدة؟

إذا كنت شخص مصاب بالقلق ولا تستطيع النوم يمكنك استنشاق رائحته، فهو يقلل اضطرابات النوم ويساعد على أن يكون نومك مريحاً. كما يقلل من اضطرابات الجهاز الهضمي كعسر الهضم والإسهال والإمساك. ويساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، ويعزز الدورة الدموية، بالتالي يرفع مستوى الطّاقة عندك.

فضلاً عن أهميته في تطييب رائحة الفم، من خلال محاربته للبكتيريا المسببة للرائحة الكريهة، كما ويحارب السموم بالتالي يحافظ على نظافة أجهزة الجسم الداخلية فيعزّز صحة جسمك.

بعد أن تعرفت على خصائص النبتة وأهميتها وفوائدها والظروف البيئية المناسبة لزراعتها وكيفية زراعتها والعناية بها والحفاظ عليها، قم باتباع ما سبق وأعد محاولة زراعة نباتك بدقة وعناية، ثم أخبرنا عن النتيجة، ونتمنى لك زراعة ناجحة وإنتاج جيد.