وجود ريادة الأعمال في سوق قائمة أصلاً أو ايجاد سوق جديد كان يعتبر أمر خارج عن المألوف أو حتى جنوني ؛ وبالتالي فإن هذه المؤسسات الريادية - التي نزلت من الباراشوت على مؤسسات كبيرة مستقرة قائمة اصلاً لتنافسها - تكون من أهم أولوياتها إيجاد القبول والنجاح والولاء سواء من المجتمع أو العملاء أو حتى الموظفين مما أفرز لديها منظومة أخلاقية متناغمة مع البيئة والمجتمع المحيط تساعدها في تحقيق هذه الأولوية.
تتمثل هذه الأخلاقيات بالتعامل مع الموظفين حيث العدالة والشفافية وعدم العنصرية والابتعاد عن أي نوع من أنواع الأذى الجسدي أو النفسي، بالإضافة إلى توفير بيئة عمل آمنة تراعي مبادئ السلامة العامة وتحافظ على الموظفين. كل هذه الأخلاقيات تشعر الموظف بأن له أهمية بل أولوية في عمله مما يعزز اندماجه بالشركة ويزيد من انتاجيته وابداعه في عمله، كما أنه سوف يحافظ على موارد الشركة وكأنها ملكيته الخاصة.
بالطبع لهذه البيئة الآمنة المريحة دور كبير في تحقيق الربح الذي هو انعكاس زيادة الإنتاجية واستثمار الموارد بأفضل شكل ممكن، والعكس صحيح فإن حدث أي خرق أخلاقي سوف يحدث شرخ في منظومة الشركة الثقافية ويسيء لسمعة الشركة وقد يحدث انخفاض كبير في أرباح الشركة.
كما أن اخلاقيات ريادة الأعمال تشمل العملاء؛ حيث ان العلاقة المتبادلة التي تقوم على احترام رأي العميل وذوقه وميوله وتقديم له الخدمة بكل مصداقية يخلق ثقة العميل ، والتي تتطور لتصبح ولاء العميل للشركة بل يبدأ بتسويق الشركة من خلال الحديث عنها (Word of mouth) للمعارف والأصدقاء وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
أما فيما يتعلق بالمجتمع والبيئة المحيطة؛ فالمسؤولية المجتمعية ومراعاة الممارسات التي تحافظ على البيئة المحيطة من أبرز اخلاقيات ريادة الأعمال التي يكن لها دور مهم في الحفاظ على استدامة الشركة، فهي تخلق بذلك مجتمع يحرص على وجود وبقاء الشركة. من الأمثلة على ذلك ؛ ما تقوم به شركة كريم بمنح العميل خيار استبدال النقاط التي يجمعها إلى خصومات أو تبرعات للأطفال واللاجئين، وهناك العديد من الأمثلة التي تتعلق باستخدام مواد صديقة للبيئة أو موفرة للطاقة أو تشجيع المنتجات المحلية على الأجنبية وغيرها.
39 مشاهدة
