ما هي أجمل أوصاف الخيل في الشعر الجاهلي

2 إجابات
profile/مي-مرجان
مي مرجان
اداب لغة انجليزية
.
٠٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
كان للخيل أهمية بالغة في عصر الجاهلية، فقد أحب العربي الخيل حباً شديداً الأمر الذي جعله يقدمها حتى على أبنائه وعياله بل وحتى على نفسه، وكان العرب يتباهون بخيولهم ويتسابقون على اقتنائها. ومن أبرز ما يُظهر اهتمام العرب بالخيل هو اهتمامهم بنَسَبه فكان العرب حريصين كل الحرص على معرفة أنساب خيولهم الأمر الذي يجعل من الخيل شيئاً ثميناً، ومتفرداً، ونقياً من الاختلاط، وصافياً من التمازج والتداخل، وأصيلاً، وبعيداً عن التهجين ورداءة العرق. واهتموا كثيراً بذكر اسم الفرس واسم الفارس. وإذا تأكد العربي في الجاهلية من أصالة فرسه وسلالة عرقه وصفاء نسبه وحسبه، وجد لزاماً عليه أن يحافظ على هذا الكنز الثمين. لذلك لعب الخيل دوراً عظيماً في حياة العربي وأصبح أداته التي يواجه بها الأخطار، ويبذل من أجلها الغالي والنفيس ويقضي أوقاته في إعدادها الإعداد الجيد وتدريبها التدريب المناسب الذي يعزز مقدرتها على الصبر والثبات والجَلد وشدة التحمل.

كان العربي يرى في خيله رمز الاعتزاز، والفخر، والشجاعة، والقوة، ودفع الأذى، وحماية الديار والأعراض، وجلب الخير. فكانت الخيل بالنسبة له الحصن الحصين والدرع المتين، فكانت القبائل تقاس بقوتها وضعفها بعدد الخيل لديها ومدى العناية بها ورعايتها وتدريبها. وكان العربي يعتبر إكرام الخيل هو إكرام له وإهانتها هو إهانة له أيضاً. وكان يجد المتعة واللذة في خدمته لفرسه، فكان الفارس يرفع رأسه فخراً عندما يركب فرساً أصيلة. وكانت خدمة الخيل من الخدمة التي لا يعاب المرء عليها.

 الخيل في الشعر الجاهلي: تظل الخيل في العصر الجاهلي وفي جميع العصور هي سيدة الموقف ولها حب عظيم في القلوب، فقد ذُكر الخيل في شعر أغلب أصحاب المعلقات وذلك لما كانت تحتله الخيل من مكانة كبيرة في نفوس العرب في تلك الفترة. وكان الشعراء يتغزلون بها. ومن أبرز صفات الخيل هي قدرتها على الصبر، وقدرتها على الركض لمسافات طويلة، والقوة، والشدة، والمتانة.
ومن أجود أنواع الخيل، الخيل العربي الأصيل والتي تتميز برأسها المميز وذيلها المرتفع، وجمالها الملفت، وهي من أقدم السلالات وأفضلها.

كان امرؤ القيس أكثر الشعراء إفتناناً بالخيل وعشقاً لها حيث يجد نفسه وصورته فيها، فهو فارس ابن فارس لذلك كان ينثر كل الصفات الجميلة في خيله. فوصف خيله بمعلقته بأنها سريعة الكر والفر وأنها سريعة المراوغة من شدة سرعتها، حتى أنك تراها كأنها ترجع بخطواتها إلى الوراء، ومن قوتها فإنها عندما تركض تكاد أرجلها تلمس الأرض. وهذا إن كان يدل على شيء فهو يدل على القوة، والرشاقة، والنشاط.
وصور لنا امرؤ القيس فرسه بإحدى قصائده بأنها قصيرة الشعر وهذه من صفات أشهر وأجود أنواع الخيول وهي التي تكون قليلة الشعر ومشدودة اللحم. ووصفها أيضاً بأنها محجلة ولها غرة، قليلة لحم الفخدين، طويلة، متناسقة الأعضاء، وضامرة، وغائرة العينين وهنا أراد امرؤ القيس أن يؤكد على عتق فرسه وكرم أصلها وما تحمله من رمزية البطولة.

أما المتنبي وصف لنا الخيل بأنها كالصديق الصادق المخلص إذ يقول:

وما الخيل إلا كالصديق قليلة         وإن كثرت في عيني من لا يجرب

وما زال العربي إلى يومنا هذا يحتفي بالخيل ويقيم لها السباقات والمضامر في بلدان عديدة كالسعودية والإمارات وما هذا الاهتمام إلا اهتمام موصول لما قيل في الجاهلية أن في الخيل عزة لا يستطيع حتى الإنسان أن يفهمها.





  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة
profile/أسماء-وليد-أحمد-شاهين
أسماء وليد أحمد شاهين
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
٢٦ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
كان العربي وخاصة في الجاهلية اذا تأكد من أصالة فرسه وصفاء نسبه وسلامة عرقه وحسبه، كان لزاماً عليه المحافظة على هذا الكنز الدفين الذي يتماهى ويرتبط مع وجوده الإنساني؛ الذي هو رمز العزة و الكرامة ، وإلا فإن العربي إذا فقدهما صار وجوده هامشياً لا تربطه بحقيقة الوجود من نظرة عربية في الجاهلية أية علاقة حقيقية ؛ لهذا السب لعب الخيل دوراً عظيماً في حياة فارسه العربي، وأصبح أداته التي يدفع بها عن نفسه غوائل الأخطار, ويبذل من أجله الغالي والنفيس، ويجهد نفسه ويتعبها، ويقضي جل وقته في إعداده خيله إعداداً جيد وتدريبه تدريباً  يواءم ما يؤول إليه , بحيث يعزز مقدرته على الصبر والجلد والثبات وشدة التحمل, وإليك أجمل الأوصاف التي ذكرت في الشعر الجاهلي للخيل: 

 
أشهر ما وصف به الخيل ما جاء في رائعة معلقة امرئ القيس , يقول:
 
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها … بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
 
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً … كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
 
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ … كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
 
عَلَـى الذَّبْـلِ جَيَّـاشٍ كـأنَّ اهْتِزَامَـهُ … إِذَا جَـاشَ فِيْـهِ حَمْيُـهُ غَلْـيُ مِرْجَـلِ
 
مسح إذا ما السابحات على الونى … أثرن الغبار بالكديد المركل
 
يُـزِلُّ الغُـلاَمُ الخِـفَّ عَـنْ صَهَوَاتِـهِ … َيُلْـوِي بِأَثْـوَابِ العَنِـيْـفِ المُثَـقَّـلِ
 
دَرِيْــرٍ كَـخُـذْرُوفِ الوَلِـيْـدِ أمَـــرَّهُ … تَـتَـابُـعُ كَـفَّـيْـهِ بِـخَـيْـطٍ مُـوَصَّــلِ
 
له أيطلا ظبي وساقا نعامة … وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
 
ضَلِيْـعٍ إِذَا اسْتَدْبَرْتَـهُ سَــدَّ فَـرْجَـهُ … بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْـسَ بِأَعْـزَلِ
 
كَأَنَّ عَلَـى المَتْنَيْـنِ مِنْـهُ إِذَا انْتَحَـى … مَـدَاكَ عَـرُوسٍ أَوْ صَلايَـةَ حَنْـظَـلِ
 
كأن دِمَاءَ الهاديات بنَحْرِهِ … عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بشَيْبٍ مُرَجَّلِ
 
فَعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَه … عَذَارَى دَوَارٍ في مُلَاء مُذَيَّلِ
 
فَأَدْبَرْنَ كَالْجِزْعِ المُفَصَّل بينَه … بجِيدِ مُعَمٍّ في العشيرة مُخْوِلِ
 
فَأَلْحَقَنَا بالهاديات ودُونَهُ … جَوَاحِرُهَا  فِي صَرَّةٍ لم تزَيَّلِ
 
فَعَادَى عِدَاءً بينَ ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ … دِرَاكًا ولمْ يُنْضَحْ بماءٍ فَيُغْسَلِ
 
 

 يقول الأسعر الـجعفي:

إني رأيت الـخـيل عـزاً ظـاهراً
 
تـنجي من الغمى ويكشفن الدجى
 
ويبتن بالثـغـر الـمخوف طلائعاً
 
ويـثـبن للصعلوك جمة ذي الغنى
 
يخرجن من خلل الغـبار عوابـساً
 
كأصابـع المقرور أقعى فـاصطلى
 
ولقد علمت على تجـنـبي الردى
 
أن الـحصون الخيل لا مدر القرى

 

ويقول الفارس المغوار عنتر بن شداد:
 
 مازلت ارميهم بثغرة نحره

ولبانـــــه حتـــى تسربل بالــــدم

فأزور من وقع القنا بلبــانه

وشكـا الي بعــــبرة وتحمحـــــــم

لوكان يدري ما المحاورة اشتكى
 
 ولكان لو علم الكلام مكلـــم
 
 

ويقول عبيد ابن الأبرص في معلقته:
 
نَحْنُ قُدْنَا مِنْ أهَاضِيبِ المَلا الْـ
 
 ـخَيْلَ في الأرْسَانِ أمْثَالَ السَّعالي
 
 شُزَّباً يَغْشَيْنَ مِنْ مَجْهُـول الْـ
 
 ـأرْضِ وَعْثاً مِنْ سُهُولٍ وَجِبـالِ
 
 فانْتَجَعْنَا الحَـارِثَ الأعْرَجَ في
 
 جَحْفَلٍ كاللّيْلِ خَطّــارِ العـَوَالي
 
 يَوْمَ غَادَرْنــَا عَدِيّاً بالقَنَا الْـ
 
 ـذُّبَّلِ السُّمْرِ صَرِيعـاً في المَجَالِ
 
 ثُمّ عُجْناهُنّ خُوصاً كالقَطَا الْـ
 
 ـقَارِبِ المَنْهَـلَ ممِنْ أيْنَ الكَلالِ
 
 نَحْوَ قُرْصٍ يَوْمَ جالَتْ حَوْلَهُ الْـ
 
 ـخَيْل قُبّـاً عَنْ يَمِـينٍ وَشمـال