أدعية التوكل على الله تعالى كثيرة منها:
أولاً: ما يقال عند الخروج من المنزل، ففي الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، ولاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. قَالَ: يُقَالُ حينئذ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟"أخرجه أبو داود.
ثانياً: حديث الأخذ بالأسباب فعن عمرو بن أمية أنه قال: «يا رسول الله، أرسل راحلتي وأتوكل؟ فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: بل قيدها وتوكل» رواه الطبراني.
ثالثاً: ما يقال في أذكار الصباح والمساء، فقد صح عن عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كان يقول في الصباح والمساء:" اللهم أنت ربي لا إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم"ولكن في إسناده ضعف.
رابعاً: ما يقال عند النوم، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا أتيتَ مضجعَكَ، فتوضَّأْ وضوئك للصَّلاةِ، ثمَّ اضطجِعْ على شقِّكَ الأيمنِ، وقُلِ: اللَّهمَّ أسلَمتُ وجهي إليكَ، وفوَّضتُ أمري إليكَ، وألجأتُ ظَهْري إليكَ، رَهْبةً ورغبةً إليكَ، لا مَلجأَ ولا مَنجى منكَ إلَّا إليكَ، آمنتُ بِكِتابِكَ الَّذي أنزلتَ، وبنبيِّكَ الَّذي أرسَلتَ، فإن متَّ متَّ على الفطرةِ واجعلهن آخرَ ما تقولُ فقلتُ استذكُرُهُنَّ: وبرسولِكَ الَّذي أرسَلتَ، قالَ: لا، وبنبيِّكَ الَّذي أرسَلتَ”. رواه مسلم.
خامساً: التوكل على الله تعالى في كل حال، وخاصة في موضوع الرزق، ففي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً" [تغدوا أول النهار جياعاً وترجع آخر النهار شباعاً [رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع].
سادساً: التوكل على الله تعالى في سداد وقضاء الديّن، روي أن رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال: ائتنا بالشهداء أشهدهم فقال: كفى بالله شهيداً فقال: فائتني بالكفيل. قال: كفى بالله كفيلاً قال: صدقت. فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركباً يركبها يقدُم عليها للأجل الذي أجله فلم يجد مركباً فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زج (أصلحه) موضعها وقال: اللهم إنك تعلم أني تسلفت فلاناً ألف دينار فسألني كفيلاً فقلت: كفى بالله كفيلاً.
وسألني شهيداً فقلت: كفى بالله شهيداً فَرضِي بك وإني جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أجد وإني أستودعكها فرمى بها إلى البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف. فخرج الرجل الذي كان أسلف لعله يجد مركباً قد جاء بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطباً فلما نشرها وجد المال والصحيفة ثم لما قدم الذي كان أسلفه فأتى إليه بالألف دينار وقال: والله ما زلت جاهداً في طلب مركب لآتيك فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه. فقال: أكنت بعثت إلىّ شيئاً، قال أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف بماله راشداً" أخرجه البخاري.
سابعاً: ومن ثمرات التوكل على الله تعالى أنه يدخل صاحبه الجنة من غير حساب ولا سابق عذاب، ففي الحديث الصحيح عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون ". أخرجه مسلم.