في بعض البلدان عندما يسأل طفل صغير والديه عن كيفية مجيئه الى الدنيا و المكان الذي أتى منه ، يجيب الأم والأب: "لقد جلبك اللقلق إلينا!" إن مصدر هذه الكلمات وقصتها يظهر في المعتقدات والأساطير القديمة.
فمثلاً عند العديد من الجنسيات التي تعيش في روسيا ، ارتبط طائر اللقلق ببداية الحياة ،و سر الولادة. لهذا السبب يجيبون أطفالهم أن الأطفال ينقلون إليهم بواسطة اللقالق. حيث جاء في المعتقدات الوثنية السلافية والأساطير الرومانية و اليونانية القديمة ما يأتي:
تعد الالهة هيرا (جونو) ، زوجة زيوس (كوكب المشتري) القوية بشكل كامل ، مسؤولة أسرة الموقد والزوجة والأمهات ، وبالأخص الممرضات. حيث صلت ودعت للنساء اللواتي يحلمن بإنجاب أطفال. وكانت طيور اللقلق طيوراً مقدسة تابعة للآلهة هيرا. وكان يعتقد أنه إذا ظهر الطائر قريباً من المنزل ، فإن المرأة التي فيه ستصبح حاملاً بالتأكيد, منذ تلك الأوقات ، يرتبط طائر اللقلق بالطفل و مع سعادة ولادة هذا الطفل.
وتصل هذه الطيور الجميلة في الربيع ، عندما تستيقظ الحياة جميعها من سبات شتوي طويل. معجزة أولى البراعم التي تنبت ، وأول زهرة تتفتح، وأيام مشرقة مشمسة- فيدل كل هذا ويرمز إلى بداية دورة طبيعية جديدة مليئة بالحياة ، ووصول طيور اللقلق يناسبها جيدًا.
ومع حلول الربيع ، ارتبط تحول العالم الذي يحيط بها بظهور حياة جديدة كلياً. لذا ، كان منظر اللقلق مع طفل في منقاره قد أصبح رمزا للولادة والأمومة لأن الولادة هي خلق حياة جديدة لكائن جديد. إضافة إلى ذلك , ما جاء في التقاليد المسيحية ، حيث تم تكريس الطائر في هذا الدين أنه رمز للتقوى والقيامة و الروح النقية المؤمنة.
و في ثقافات الشرق ، تتحدث الأساطير عن طيوراللقلق باعتبارها أنها الطيور الوحيدة في الطبيعة التي لا تتغذى على فراخها وتربيها فقط، بل تبقى على اتصال بوالديها وتساعدهم في إيجاد الطعام وتناوله في سنوات المجاعة مما يجسد الدفء والحب والوفاء وحب الوطن والحياة والأسرة, فأصبح رمزاً لكل هذه الأخلاق النبيلة. وأخيراً فقد ذكر أيضاً طائر اللقلق في الأساطير المولدوفية.