قال تعالى في سورة هود : { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير }.
{ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون }.
نزلت هذه السورة والمؤمنون في أشد بلاء بين فقر وقهر من قريش ومناصروها ،
فكان البيان الإلهي يصور حال الأمم السابقة وما حل بهم من بلاء وكيف انتصروا عليه بالصبر والإستقامة على أمر الله ،
فعرفوا مهمتهم ووازنوا بينها وبين متطلبات المرحلة والحال بين أمرين :
لا تطغوا وبين لا تركنوا ،
فلا يدفعنكم اليأس من هذا الحال إلى التهور فتفسدوا على أنفسكم وأيضا لا تركنوا للظلمة فتضيعوا دينكم .
فالإستقامة على الحق وبوجود أهل النجدة { ممن تاب معك } ومع الصبر يكون الظفر ،
وهذا نداء للأمة كل زمان ومكان
عندما تدلهم الخطوب أن لا تفقد الميزان {ألا تطغوا في الميزان }
فميزان الشريعة هو الحكم الفصل
والإستقامة هي المخرج من كل أمر
{ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب }.