يتمتعُ الدبُ القطبيُّ بصفات ٍوميزاتٍ عديدةِ، لكن طريقةَ تزاوجهِ تعتبرُ الأكثرَ غرابةً إطلاقا، ففي شهر أبريل ومايو يكونُ موسمُ تزاوجهِ، حيثُ تجتمعُ الدببةُ في وقتِ اصطيادِ الفقماتِ، ومن ثم يختارُ الذكرُ أنثاهُ التي يشعرُ بها من على بعدٍ كبيرٍ، وتكونُ جاهزةً للتزاوجِ، بعدَ معركةٍ تحدثُ بينَ الذكورِ، ويكونُ التنافسُ شديدًا، نظرا لأن أنثى الدبِ القطبيِّ تتزوجُ كلَ ثلاثِ سنواتٍ فقط، وبعدها يتمُ الحصولَ عليها من الأقوى والأكبر حجما من الدببة القطبية، الذي سعى لبسط سيطرته وإظهار مدى قوته لها.
يتزوجُ الدبُ القطبيُّ الذكرُ مع أكثرِ من أنثى واحدةٍ، ويبقى مع كلِ أنثى حوالي عشرة أيام، ويقومُ بمجامعتها خلالَ تلك الفترةِ ومن هنا يحدثُ الإخصابُ، ثم ينتقلُ إلى أنثى أخرى، تقوم الأنثى الحاملُ بالتحضيرِ لفترةِ حملها، فتقومُ بعملياتَ صيدٍ مكثفةٍ، لتخزنَ كميةً كبيرة ًمن الشحومِ والغذاءِ الذي سوفَ تستهلكه في فترة حملها وسباتها الشتوي، ولا تقتصرُ التجهيزاتُ بذلك فقط بل تقوم ُببناءِ جحرًا ثلجيَا يبعدُ مسافةً كافيةً عن الساحل، لحماية صغارها عند ولادتهم، ولا تغادرُ جحرها طول تلك المدة، التي تمتدُ من خمسةِ إلى ثمانيةِ أشهرٍ ونصف.
تولدُ جِراءُ الدببةِ خلالَ فترة السباتِ الشتويِّ للأم، وعادة يتراوحُ عدد ُالمواليدِ بين واحد إلى أربعةِ مواليدَ، تولدُ الجراءُ وهي مغلقةُ العينين وبلا فراءٍ وصغيرةٍ جدا، حيث يزنُ الواحدُ منها ربع ونصف كيلو غرام فقط، ويبلغ ُطولَه ثلاثين سماً، وبعد شهرين يبدأ الفراءُ الكثيفُ والناعم ُيكسو جسمها الصغيرَ، ويبقى مع أمهِ مدة سنتين وخلال تلك الفترة تقوم ُُبإرضاعهم بحليبها الدسم، ليتمكنوا من الاحتفاظ ِبالدفءِ والنمو بشكل سليم، لكن بحلول الشهر الرابع أو الخامس يمكنهم تناولُ أطعمةً بالإضافة إلى الحليب، لتساعدهم على سدِ احتياجاتهم الغذائيةِ.
بعد حوالي شهر ونصف من الولادة، يكون بمقدورِ الجراءُ المشي، وعندما يصبحُ عمرهم ثلاثةَ أشهر يغادرون مع امهم الجحر الثلجي، لكي يتعلموا مهاراتَ وأساليبَ الحياةِ والصيدِ التي سوف تساعدهم لاستكمالِ حياتهم، تبقى الجراءُ الى جانبِ امهم يتعلمون الحياةَ لكن عند بلوغهم ثمانية وعشرون شهرًا تتفرقُ العائلة خلال الصيف الثاني بعد الولادة، ليوجهوا الحياةَ وحدهم.
ومن الجدير بالذكر أن ذكورَ الدبِ القطبيِّ ينضجون جنسيا في سن السادسة بينما تبلغ الأنثى مرحلة النضج الجنسي بين الرابعة والخامسة من العمر.
ومع الأسف يصنفُ الدبُ القطبي على أنه مهددٌ بالانقراض، ومع مرور الزمن ازدادَ الخوفُ العالميُّ حولَ مستقبلِ هذا الحيوان الجميل، الذي يعتبرُ رمزًا أساسيًا وثقافيًا لشعوبِ القطب الشمالي على مدى العصور، ومن أكثر الأسباب ِالمؤديةِ لتراجعِ أعدادها، أولا الاحتباس ُالحراريُّ، حيث إذا استمر ارتفاعُ درجةِ حرارةِ العالم سوف ينقرضُ بعد مئة سنة من الوجود حسب الدراساتِ، وثانيا الصيد الجائر له للإتجار بفرائهِ حيثُ صدرت تشريعاتٌ دوليةُ للحد من صيدهِ ومحاولةِ حمايته من الزوال.