ما هو نقدك لهرم ماسلو للاحتياجات؟

1 إجابات
profile/ملاك-آدم
ملاك آدم
اللغة العربية / اللغة الأم
.
٠٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
  • تقول الدكتورة باميلا روتليدج، عالمة الإجتماع المتخصص في علم نفس الميديا والجماهير، أن جميع إحتياجات الإنسان المذكورة بالترتيب بهرم ماسلو لا يُمكنها أن تتحقق بدون وجود التواصل الإجتماعي والتعاون. فالإنسان الأول لم يستطع محاربة الماموث، رعاية الأطفال، إيجاد الطعام وحماية القبيلة من غير العمل الجماعي.

  • إنتقاد آخر لهرم ماسلو يقول: طموح الإنسان وحاجته تختلف من شخص لآخر، بعض البشر يطمحون إلى تحقيق الذات بالفعل، بعضهم الآخر يطمحون إلى إيجاد لقمة خبز، بعضهم يطمحون إلى الشعور بالحب حتى مع إنعدام ما يبل الريق ويُسمن البطن. لذلك فإن ترتيب الحاجات حسب أبراهام ماسلو غير ثابت في جميع الحالات، فمن الممكن إيجاد شخص يبحث عن العمل لإشباع حاجة الطعام والشراب والنوم، ولكن عند إشباعها بطرق أخرى، سيتحقق الرضا عنده وسيغض النظر عن ضرورة وجود العمل في حياته. وأنا أتفق بشدة مع هذا الرأي.

  • في جلسة مع خالي قبل ثلاثة أشهر، ناقشنا هرم ماسلو للإحتياجات، وكان لخالي العزيز نقداً قد يكون مقنعاً للبعض. في رأيه أن أبراهام ماسلو غفل عن أهم حاجة للإنسان ألا وهي حاجته للدين، الهيكل العقائدي، أو الإنتماء الضروري لبناء عقائدي، أجبته أن الحاجة للدين ليست حتمية وهناك الكثير من الناس حول العالم يعيشون بدون هيكل عقائدي أو ديني، والدليل نسبة الملحدين التي لا بأس بها، أجابني أن الإلحاد بذاته هيكل عقائدي، فالدين لا يشترط أن يكون سماوياً ليُقال عنه دين، فالدين بشكل عام هو الطاعة والإنقياد لرب، بغض النظر عن طبيعة هذا الرب، كيان سماوي أو تمثال أو إنسان أو حتى مجرد فكرة. فالملحد هنا تابع لفكرة الإلحاد والإلحاد هو دينه, هو ينتمي لمنظومة من الأفكار تشكّل ما يُسمّى الدين. الخوض في المصطلح هنا غير لغوي ولكنه مجازي. إختصار الفكرة أن منظومة الأفكار والأسس والقواعد التي يحتاجها الإنسان للعيش سواء كانت ديناً إسلامياً، بوذياً أو يهودياً، أو كانت لا ديناً, فهي في جميع الأحوال حاجة أساسية لا يستغني عنها الإنسان، الحاجة إلى الإنتماء لمنظومة فكرية أو روحانية.

  • إعترف ماسلو نفسه بوجود بعض المواضع الركيكة في هرمه، كبعض الإستثناءات التي تعود إلى النقطة الثانية في هذا الجواب. بعض الناس لا يهمهم الفوز بالحب، أو العلاقات الإجتماعية، البعض الآخر يستقر في درجة من درجات الهرم، ويرضيه هذا الإستقرار ولا يأبه بتحقيق بالحاجات العليا الأخرى. بعض الفنانين، الرسامين والنحاتين، تحقيق الذات بالنسبة لهم أهم من المسكن والطعام، فطبيعي جداً لدى بعضهم أن ينام في الشارع ويمارس فنه في نفس الوقت.

  • النقد الأشهر للهرم هو غياب الأدلة العلمية على تأسيسه، فهو مبني بالكامل على أدلة غير واقعية ولا معتمدة، بل إعتمد ماسلو على ملاحظته الشخصية والتحليل الذاتي. 

نقدي الخاص جامع لكل هذه الإنتقادات، فأنا أرى أن محفزات الإنسان وحاجاته متقلبة وقد يكون ما نراه ضروري جداً لم يخطر على بال غيرنا. والنظرية العلمية المبنية على الملاحظة الشخصية فقط لا يمكن الإعتماد عليها دائماً رغم شهرتها.