ما هو مفهوم الحشمة والاحتشام في المسيحية

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٨ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
في البداية من الأخطاء الشائعة قول الديانة المسيحية، لأننا لو قلنا ذلك لنسبنا ديانتهم المحرفة الآن إلى المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام، والمسيح منها براء، والقرآن الكريم لم يذكر النصارى بقوله المسيحية أبداً في القرآن الكريم، إنما كان التعبير دائماً بقوله تعالى (النصارى).
- أما بخصوص الحشمة والاحتشام في الديانة النصرانية، فهم يعتقدون حسب كتبهم المقدسة أن المرأة مأمورة بالاحتشام في وقت الصلاة والعبادة والعلم والوعظ فقط داخل الكنيسة، لأن السيد المسيح هو ملك الملوك الذي نخضع ونسجد أمامه ونخلع تحت قدميه تيجاننا وأكاليل مجدنا، علامة على« الخضوع لسلطانه وملكه على قلوبنا وأرواحنا»
 
 أما في حياتها العادية والطبيعية فهي غير ملزمة بالاحتشام سواء خارج البيت أو في أي مكان تذهب إليه.

- ويحتجون بالنص التالي: {وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى، فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ} «1 كو 11: 6»

- فالنص يبدأ بـ (كل امرأة تصلي أو تتنبأ...)
والتنبؤ هنا معناه الوعظ أو التعليم داخل الكنيسة، أي وهي« تعظ».. إذن الآية توصينا بتغطية الرأس في حالة الصلاة أو التنبؤ وخدمة التعليم للمرأة «داخل الكنيسة». وحتى الآن تحرص المرأة المسيحية على تغطية شعرها أثناء صلاة القداس أو أي صلوات واجتماعات داخل الكنيسة.

-كما يقولون أنه ليس كل غطاء للشعر يقال عليه" حجاب" وبالمناسبة هي لفظة إسلامية بحتة تخص المرأة المسلمة تحت شريعتها.

-ويقولون بأن المرأة ليست في شريعة الكمال أقل من الرجل كي يحتقرها ويراها عورة، فالكتاب المقدس يدعوها « معينة نظيره»«تك 2: 18» فهما متساويين أمام الرب: {ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع} «غلاطية 3: 28»

- كما يعتقدون بأن شعر المرأة هو مجد وفخر لها فلها الحق أن تظهره وتتباهى به أمام الناس، كما يقول الإصحاح عندهم: {أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ} «1 كورنثوس 11: 14- 15»

- ومن معتقداتهم أن الراهبات فقط هن من يرتدين غطاء الرأس «الدائم» خارج الكنيسة والأديرة وداخلها لأجل الصلاة أيضاً وليس لأنهم يرون شعورهن عورة، بل لأنهم في حالة صلوات دائمة سواء داخل الكنيسة أو بأديرتهن أو خارجها. فالراهبات قد تم صلاة الجنازة عليهن أي ماتوا عن العالم وأصبح ردائهم «تكفين لهم كالموتى» وأصبحوا لا يشتهون شيئاً من العالم ولم يغطوا شعورهم لأنه يسبب أزمة وثير غرائز الرجال في الشوارع، فهذا المفهوم غير مسيحي، فالراهبات حتى وهم في عزلتهم داخل الأديرة يغطون شعورهم فيما بينهم وفي صلواتهم وخلوتهم مع الرب.

- ويقولون بأن السيد المسيح لم ينظر للمرأة اليهودية وأنها عورة ولا غطائها لشعرها كان حجاباً دينياً مفروضاً بل لام وعنف العين الشريرة للرجل « عين الشهوة والرذيلة». لأن الأصل في الخطية هو شهوة العين وليس جسد المرأة بخطية لكل يوصم بالعوار، لهذا العين البسيطة لا ترى المرأة « فتنة» كما يدعوان قادة الذكورة في المنطقة العربية!. هذا شدد السيد المسيح على عثرة العين وشهواتها موجهاً كلامه للرجال: {إِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمِ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ} «متى 18: 9»)
{إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ} « متى 5: 29»
{إِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ النَّارِ} «مرقس 9: 47»
لأن {سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ؟!} «متى 6: 22، 23؛ لوقا 11: 34-36»
 

- وجميع هذه النصوص والاعتقادات باطلة من وجهة نظر الدين الإسلامي، لأن الدين النصراني الحق وأن الإنجيل الذي نزل على سيدنا عيسى عليه السلام قبل التحريف كان يدعو إلى الحشمة والاحتشام وغطاء الرأس للمرأة، لأن الدين عند الله هو الإسلام، ولأن جميع الأنبياء دعوتهم واحدة ومصدر هذه الدعوة واحد وهو الله تعالى الذي يدعو إلى صيانة المرأة والمحافظة عليها وعلى كرامتها، وأن حجابها هو دليل على حفظ الإسلام لرامتها ومكانتها.