ما هو معنى حديث (من تعزى بعزاء الجاهلية) وما هي درجة صحته

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٦ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الحديث صحيح وهو : عن أبي بن كعب- رضي الله عنه- قال: رأيت رجلا تعزى عند أبي بعزاء الجاهلية، افتخر بأبيه، فأعضه بأبيه، ولم يكنه، ثم قال لهم: أما إني قد أرى الذي في أنفسكم، إني لا أستطيع إلا ذلك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:  ( من تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه، ولا تكنوا ) .
- وفي رواية: ( إذا الرجل تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا ). والحديث صححه ابن حبان، والألباني.
- ومعنى الحديث : يُحذّر من الإنتساب والإنتماء إلى الجاهلية بإحياء سنة أهلها، وابتداع سنتهم في الشتم، واللعن، والتعيير، والفحشاء والتكبر - فمن يفعل ذلك فاذكروا له قبائح أبيه من عبادة الأصنام، والزنا، وشرب الخمر، ونحو ذلك مما كان يعير به من لؤم، ورذالة صريحا لا كناية; كي يرتدع عن التعرض لأعراض الناس!!!
- وجاء التعبير بالعض دون غيره من الألفاظ، للمبالغة في الزجر، والتنفير من التعزي بعزاء الجاهلية؛ لما في عض الهن ( الفرج ) من بشاعة المنظر .
- وهنا لا بد من التذكير بما يلي :
1- أن هذا اللفظ الوارد في الحديث لم يستعمله النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، وهو لم يكن لابتداء الكلام به ، بل هو عقوبة لقائله ، أي : أنه شُرع ردّاً على مرتكبٍ لمحرَّم وهو التعصب الجاهلي .
2- أن تشريع نظام العقوبات في الإسلام ليس الهدف منه إيقاع العقوبة، ، إنما يراد منها عدم وقوع المعاصي والآثام التي تُفسد على الناس حياتهم .
- فالإسلام جاء لحفظ الضرورات الخمس وهي ( حفظ الدين ، وحفظ النفس ، وحفظ العقل ، وحفظ العرض ، وحفظ المال )  فمن رأى قطع اليد عقوبةً شديدة فليعلم أنه بها يحفظ ماله من أهل السرقة ، ومن استبشع الرجم للزاني المحصن فليعلم أنه به يأمن من تعدِّي أهل الفجور على عرضه ، وهكذا بقية الحدود والعقوبات ، ومثله يقال في الحد من التعصب الجاهلي للقبيلة ، والآباء ، والأجداد ، فجاء تشريع هذه الجملة التي تقال لمن رفع راية العصبية الجاهلية ؛ لقطعها من الوجود ، ولكف الألسنة عن قولها ، وفي كل ذلك ينبغي النظر إلى ما تحققه تلك العقوبات والروادع من طهارة في الأقوال ، والأفعال ، والأخلاق ، وهذا هو المهم لمن كان عاقلاً ، يسعى لخلو المجتمعات من الشر وأهله .
- وعليه : فقد حرم الإسلام الدعوى إلى الجاهلية ،وإحياء ما مات منها من الطعن في الإنساب والشتم والفحشاء والمنكر والتكبر . كما ينهى ويحذر من عادات الآباء والأجداد الموروثة والتي ليس لها أصل في الدين ، بل تقوم على إحداث الفرقة والنزاع والخلاف بين أفراد المجتمع .
- ولمزيد من التفاصيل حول هذا الحديث راجع موقع ( الإسلام سؤال وجواب )