السادس/ أغسطس لعام 1945 ,التاريخ الذي حول مدينة كاملة الى حطام التاريخ الذي دفن أمال شعب كامل تحت الأنقاض
وذلك عندما لعبة الولايات المتحدة أخر ورقة في الحرب العالمية الثانية لها لإجبار اليابان على إعلان استسلامها وكان أخر أحداث هذه الحرب,إذ قامت بإلقاء أول قنبلة ذرية بتاريخ العالم على مدينة هيروشيما,و تلاها بثلاث أيام قنبلة ذرية أخرى على مدينة ناكازاكي التي كانت تعتبر مركز لصناعة الذخائر و الأسلحة, وبذلك انتهت أمال اليابان و أعلنت استسلامها بالفعل.
وهذا الحدث تحديدا هو ما يجعل من اليابان قصة تُروى,إذ أنها استطاعت انتشال نفسها من ركام و حرب الى ان أصبحت احد أقوى دول العالم اقتصاديا،حجم الناتج المحلي لليابان يحتل المرتبة الثالثة عالميا,أكثر الدول تقدم في قطاع التعليم,و تعتبر السباقة في عالم الروبوتات و محاكاة الآلة,تتميز بالصناعات المختلفة, و المنتج الأول للسيارات.
فما الأسباب التي مكنت اليابان من تحقيق هذا النهوض الذي وصف بأنها "معجزة الاقتصاد اليابانية"
في ما لاشك فيه أن حدث كهذا
جعل الشعب الياباني يبذل ما بوسعه كي ينقذ بلاده من الحالة التي ألت إليها,الجهود التي بذلها المواطنون اليابانيون في ذلك كانت عظيمة,فمثلا تم إلغاء قانون كانت تتبع اليابان قبل الحرب يقتضي بأن سكان الريف الذين يمتلكون أراضي زراعية تمنع هجرتهم إلى المدن كي لا تترك الأراضي, لكن الأمر تغيير بعد الحادثة إذ كانت المدينتين بأمس الحاجة لكل القوى العاملة في البلاد لتشارك في عملية البناء.
من المفاجئ أيضا أن الطرف الذي ساعد في هذا النهوض هو نفسه المسؤول عن الدمار الحاصل و هو الولايات المتحدة إذ عرضت على اليابان المساهمة و المشاركة في عمليات الترميم و الإصلاح, وذلك عندما لاحظت توجه الشعب للشيوعية و رغبته بالانضمام أو سهولة ضمه الى التحاد السوفيتي المتبني لأفكار هذا التوجه و بذلك يكون الاتحاد السوفيتي شكل قوة كبيرة في محيط شرق أسيا فكان هدف المساعدة إضعاف الاتحاد السوفييتي.
و تمثلت هذه المساعدة بتشكيل تعاونيات مشتركة بين المصدرين و الموردين و و الموزعين و التعاون مع جهات بنكية في ما سمي بجماعات الأعمال أو" الكريستو".
وضعت اليابان جهود جبارة في إنشاء
نظام تعليمي قوي لأبنائها وذلك من إيمانها بقوة سلاح العلم و أن العلم هو الورقة الرابحة دائما,و ظهر ذلك بتعظيمها لمهنة المعلم و يعد راتب المعلم من أعلى الرواتب عندهم و لديها منهجية تعليم تقوم على أساس دمج مابين الأخلاق و التعليم ليتمكنوا من بناء إنسان كامل متكامل.
" نحن ندخر على مدى طويل لا يهمُّنا أن نكون راضيين الآن عما نملك لكننا نريد أن نكون راضيين عما سنملك في المستقبل لذلك نحن ندخر و ندخر " .
مقولة مأثورة لأحد رجال الاقتصاد في اليابان, كانت أيضا إحدى الأفكار التي تبناها الشعب الياباني و ساهمت بالفعل في التطور العظيم للبلاد.
هناك نقطة لا يمكن التجاوز عنها وهي
تفاني الشعب الياباني في عمله اذ انه يقوم بأداء مهامه و واجباته بالعمل بشكل يفوق الأداء المطلوب و يعد من الشعوب التي لا تملك أي مشكلة في العمل لساعات طويلة.
أما عن مراحل تطور الصناعة في اليابان بالتحديد فصدقا لا أملك المعلومات الكافية في هذا الخصوص الأن,لكني أكثف جهودي الأن في البحث و القراءة عن الموضوع لأوافيك بالإجابة لاحقا.
لكن أتمنى أن أكون أفدتك بما سبق
104 مشاهدة
