ما هو ردك على الأشخاص الذين يقولون بأن كورونا مرض عادي و ليس خطير؟

      كمدربة معلمين سابقة، كنت ألاحظ أن هذا المفهوم منتشر بشكل كبير بين طالباتي المعلمات، وهو ما كان يثير النقاشات والحوارات في بداية أزمة الوباء. وذلك ناتج عن بعض القصص المنتشرة هنا وهناك، وبعض المشاهدات لمرضى مصابين بأعراض بسيطة تكاد لا تذكر. مع بعض الإشاعات الموجهة بمصطلح نظرية المؤامرة، واتهامات في مواقع التواصل الاجتماعي لدولة بحد ذاتها، أنها القائمة على هذا العمل الشيطاني. 

    بدأت بعض الأفكار بالتغيّر، ومن ضمنها أفكاري الشخصيّة حول المرض؛ حيث كنت من غير المصدقين لفداحة أعراض المرض. وذلك بعد الانتشار الفظيع للحالات المرضية، وحدوث الوفاة، ومن ضمنها قريبتي التي لم تُعانِ من أي نوع من الأمراض المزمنة. لكن عدم التزامها بارتداء الكمامة أدى لإصابتها ومعاناتها لأسبوعين، ثم وفاتها. كان الأمر صادمًا ومفجعًا، بسبب استبعاد العقل البشري للأمور البعيدة عن محيطه الشخصي، مما يجعله ينسج خيالات غير حقيقية حول هذا الوباء. ومع انتشار الشائعات، وكثرة المغالطات، والتكتم الغامض من منظمات الصحة، بسبب حداثة المرض وقلة الأبحاث والدراسات التي تكشف ألغازه، أصبح من الصعب على الجماهير البشرية العريضة، ذات الجندر والعرق والدين والشخصيات والأفكار المختلفة، أن تعقل وتوازن الأمور بنفس الطريقة والعقلية. 

   علينا أن نعقل الحقيقة المًّرة، هذا المرض ليس فقط مرض عادي معدٍ، يتغلغل في موسم ما ثم يولي أدباره، بل هو وباء جامح، يقتنص ويحصد العديد من الأرواح، ومن يفلت من قبضته سيتحمل العديد من الأعراض القاتلة على المدى البعيد، فيكون مسببًا للجلطات القلبية والسكتات الدماغية، وتلف الرئتين مع انخفاض إنتاجيتها، والشعور بالتعب المزمن، وتقلبات في الوزن وحدوث الاكتئاب والقلق، وغيرها من الأعراض التي تم دراستها وبحثها على مستوى الدول في كافة أقطاب الأرض؛ أي أنّ هذه الدراسات والأحداث لا تقترن بالدول الغربية، أو الدول التي قيل أنها أثارت المرض. 

  لن أطلب منهم أن يذهبوا للمستشفيات وغرف الطوارئ ليروا فداحة الأمر، ولن أطلب منهم أن يصابوا بالمرض حتى يشعروا بخطورته. لكن يمكنهم سؤال أشخاص من الجسم الطبي، أشخاص يمكن الوثوق بآرائهم، لا من عامة الناس. يمكنهم الاطلاع على الدراسات والأبحاث ومقارنتها مع بعضها البعض، للتأكد من معقوليتها. يمكنهم متابعة الإصابات العنيفة في الدول الأوروبية  وحتى العربية. يمكنهم مشاهدة بعض المقاطع لأشخاص قبل وفاتهم، أو حتى مراسلة بعض المشاهير وسؤالهم عمّا حدث لهم. يمكنه ملاحظة حالات الوفاة وأين تتركز، ليجد أن تفاقم المرض يتركز في الأماكن المرتبطة بعدم الالتزام ببروتوكولات السلامة. يمكنهم وضع سؤال هنا على أُجيب يستهدف مرضى فيروس الكورونا، ليقوموا بوضع تجاربهم ويتعلموا منهم. 

علينا أن نتذكّر أن اقتصاد الدول في انهيار مستمر، وازداد معدل البطالة، وأُغلقت بعض المؤسسات والمصانع، فهل هذا وضع طبيعي مع مرض عادي؟ علينا التعلم من موجات الإنفلونزا الإسبانية، وموجات سارس وإنفلونزا الخنازير، حتى لا نكرر الأخطاء التي اقترفها غيرنا من عدم المبالاة، والتبخيس من خطورة المرض، والتقليل من أهمية مراعاة إجراءات الأمن والسلامة. 

أتمنى الصحة والسلامة للجميع. 

الكورونا مرض العصر غريب أمره إنفلونزا بسيطة سريعة الانتشار والعدوى قد تؤدي إلى الوفاة ،، حيرة بعض الناس و عدم تقبلهم للأمر قد يكون مقبول في بعض النواحي لانو نرى من يصاب و يشفى و لا يعلم انه قد اصابه المرض او (كوران) و بعض الاخر تتدهور صحته و يدخل المستشفى و بحتاج اوكسجين و يتدهور الوضع الوبائي و المنحنى يأخذ أشكال غير مستحبة القضية ليست امر عادي لكن يجب ان تتم هيكلة و تنظيم الأمور في الدولة ومحاولة رأب الصدع بين المواطن والحكومة وأزمة الثقة بينهما ،، و لا ننسى الوضع المالي للمواطن هو أكبر تحدي يمر به ،، فَلَو كنّا مثل الدول التى تتهنى بالمواطن و تراعي جميع نواحي حياته فلربما تكون نظرتنا للمرض بشكل اوعى و اكتر تفهم للوضع.