ما هو رأيك في كتاب غربة الياسمين لخولة حمدي؟

إجابة
rate image أضف إجابة
حقل النص مطلوب.
يرجى الانتظار
إلغاء
profile image
تسنيم شلبي بكالوريوس في الكيمياء (٢٠١٣-٢٠١٧) . 1618602976
 كتاب غربة الياسمين هو رواية للكاتبة التونسية خولة حمدي، وهي أول رواية قامت بكتابتها، ونشرتها في العام 2015، وتتحدث الرواية عن فتاة مسلمة تُدعى ياسمين، تعيش بعيدة عن أهلها ووطنها تونس، وفي غربة في فرنسا.

أسلوب الكاتبة في هذه الرواية مميز للغاية، وبعيد عن الأساليب التقليدية، وبرأيي كان أفضل من أسلوبها في رواية " في قلبي أنثى عبرية وغلاف الرواية لا يوجد كلمات تُعبّر عن جماله.

كما أن حبكة الرواية قوية، ومترابطة بشكل مقعد ولكن مفهوم، وليس بها أي ابتذال أو تكرار، ويتخللها الكثير من المفاجآت والأحداث الصادمة.

قد اختلف مع الكاتبة في حصر الدين بأمور ظاهرية مثل الملابس والحجاب، والتي قد ركّزت عليها أكثر من جوهر الدين الحقيقي في أميال، وشعرت في مواضع عديدة أنّها حاولت إثبات وجهات نظرها الدينية للقرّاء؛ وهو شيء غير مُستحب - أفضّل الحيادية دائمًا فيما يتعلق بطرح الأفكار والمبادئ-.

أحببت كيف تطرّقت للصعاب التي يُعاني منها المُغتربين المسلمين عمومًا، والعرب خصوصًا في فرنسا، في التأقلم مع ثقافتهم ومجتمعهم البعيد كل البعد عن الدين، والتقاليد والعادات العربية، وكان ذلك واضحًا في جميع شخصيات روايتها (مثل عمر).

لا بُد أن كل من قرأ الرواية قد شعر في غربة ياسمين، واستطاع تذوق مرارتها وهو في وطنه وبين أهله وأحبابه، وكيف أن الشعب الفرنسي عُنصري، ولا يتقبّل الثقافات العربية والإسلامية بيسر، بل لا يتقبّله أبدًا.

ياسمين قد عانت في غربتها للنبذ والاضطهاد بسبب حجابها وإسلامها، وحتى لكونها امرأة، وقد آل بها ذلك لأن تُصبح انطوائية وفي خلوة دائمة مع كتبها بعيدًة عن المجتمع؛ حتى تستطيع المُحافظة على ما تبقى من إيمانها، وقوّتها للاستمرار في تعليمها.

أنا لم يسبق لي العيش في فرنسا، أو مُعاشرة أهلها، ولكن لطالما رأيتها من البلاد المتحضرة التي تتقبل الاختلاف، ورأيت أن خولة قد بالغت بصورة ملحوظة في وصف العنصرية في فرنسا ضد الإسلام والحجاب، وهو ما استدعاني للبحث عن ذلك حتى اكتشف أنها لم تُبالغ أبدًا، وأن كل ما تعرّضت له ياسمين ورنيم في فرنسا، تتعرّض لأضعافه المرأة المسلمة التي تُظهر إسلامها هناك، وهو شيء مفاجئ.

الخاتمة قد أعجبتني وأسرّتني بشكل لا يُمكن أن تتخيله، أنا أعشق النهايات المفتوحة، التي تجعلنا في حيرة عما سيحدُث تاليًا، وتترك لكل قارئ خيار نهاية حكايته كيف سوف تكون.

على الهامش تناول خولة في طيات روايتها القليل عن النسوية، وعلاقات الحب، والرجل الشرقي، بشكل لم يؤثر على فكرة الرواية الأساسية، إنّها حقًا كاتبة رائعة.

ختامًا لا بد أنها عمل أدبي مميز، وقد تركت أثرًا كبيرًا في عقل وقلب كل من قرأها. 
84 مشاهدة
share تأييد