الزواج في سن مبكر له الكثير من السلبيات والإجابيات التي تنطوي عليه لكن الزواج في سن مبكر يحمل بين طياته الجانب الأكبر من السلبيه عند مقارنته بالإجابيات, ومن ضمن هذه السلبيات عدم وجود النضج الكافي لدى الزوجين لتحمل كل ما يرتبط بالزواج من أمور, وأهم هذه الأمور المسؤوليه, فما نعني بمسؤوليه الزواج وهل يقوي الزواج المبكر المسؤوليه لدى الأزواج في سن صغير؟
المسؤوليه الزوجية: هو ما يترب على كل من الزوج والزوجه ضمن منظومه الزواج من حقوق وواجبات في مختلف المجالات الماديه والمعنويه النفسيه والجسديه والإنفعاليه والإجتماعية والعمليه, فكل من الزوج والزوجه لديه قدر كبير من المهام التي لابد من القيام بها والتي تعني بأن كل من الزوجين على قدر من الوعي والضج لما يقومون به, وأي تقصير وإمتناع عن إتمام هذه الحقوق والواجبات من كلا الطرفين يعني عدم قدره الفرد على تحمل أعباء الزواج وبتالي عدم امتلاك المسؤوليه الكافيه.
من تعريف مسؤولية الزواج السابق نتبين بأن المسؤوليه تتشعب في الزواج إلى أقسام, وعند الحديث عن أقسام هذه المسؤوليه نجد بأنها تتنوع في جوانب مختلفه, وحتى نتمكن من إدراك ووعي وإكتساب هذا المفهوم في مجال معين لابد من تحقيق نضج في كل جانب من الجوانب ففي الجانب النفسي: لابد على كل من الزوجين أن يكونوا قد حققوا مراحل متقدمه في النضج فيه فلا يمكن للزوجين تحمل المسؤوليه من الجانب النفسي في حال لم يحققوا النضج المطلوب, والنضج النفسي يمكن القول بأنه يصعب تحقيقه لطبيعه الإنسان البشريه في سن مبكر والذي يحتاج إلى الكثير من الخبرات والتجارب التي تصقل هذا الجانب, والجانب الإنفعالي كذلك والإجتماعي, والجانب الجسدي وما يتعلق به من عدم نضج من جانب المرأة بشكل كبير, ففي مراحل مبكرة قد يؤثر الزواج على المرأة بشكل سلبي, فكل هذه الجوانب تحمل معنى المسؤوليه بطريقة أو بأخرى.
إن تقويه مفهوم المسؤوليه لا يمكن تحقيقه من خلال الزواج وما يقوم به بعض الأهل من تسريع عمليه الزواج للأبناء لكي يتحمل المسؤوليه ويتخلص من بعض صفات الطيش تعد أكبر ظلم لهم, فهو لم يصل لمرحلة الوعي والإدرايك الكافيه التي تمكنه من فهم معنى المسؤوليه الحقيقي, لا ننكر بأن الزواج قد يعمل على تكوين مفهوم المسؤوليه لدى الأزواج لكن ليس بالكيفيه الصحيحه التي تساعد على وجود حياة قائمه على التفاهم والأمن والوعي والنضج, والذي يمكن الشعور معه بصراعات نفسيه داخليه نتيجه اجبار النفس على تحمل أمر في غير موعده , ويمكن تشبيه هذا الأمر تماماً بطفل يجبره أهله على الكتابه وهو لا يملك النضج الكافي في عضلاته ومهاراته وقدراته فينتج عن ذلك توتر الطفل وشعوره بالغضب والقهر وقد ينتج عنه كره الطفل للكتابه لانه أجبر على شيء ليس من ضمن قدراته ومهاراته وليس ضمن ما حققه من نضج.
فتقويه المسؤوليه تعتمد اعتماد كلي على مستوى النضج في مختلف المجالات ولا يعمل الزواج على إكساب وتقوية مفهوم المسؤوليه لوحده فقط, فقد يكون له جزء في تقويتها لكن ليس بالشكل الكامل والصحيح.